عبد الملك قرة محمد |
في بيوتهم البسيطة وقلوبهم الواسعة احتضن المدنيون الأكراد في عفرين وريفها إخوانهم السوريين النازحين من إدلب هربًا من بطش الأسد الذي طالما كان العدو الأول للسوريين عربًا وأكرادًا على مرِّ الزمن.
ويأتي هذا الاحتضان الكردي ليؤكد مجددًا أن الهم مشترك بين كل السوريين، فالهوية السورية واحدة والمصير واحد بعيدًا عن كل اللغات والمذاهب والأعراق، فالكل إخوة هنا ولا سبيل للتفرقة ما دام الأسد والتنظيمات الإرهابية عدوًا مشتركًا للجميع.
صحيفة حبر أجرت لقاءً مع نائب رئيس المجلس المحلي في عفرين وريفها السيد (محمد شيخ رشيد) للحديث عن حركة النزوح الأخيرة وتفاصيلها.
السيد (محمد) قال لحبر “إن عدد الأخوة النازحين كبيرٌ جدًا لكن أهل عفرين بكردهم وعربهم استقبلوا النازحين والمهجرين من باقي المناطق، فالمنطقة استقبلت أكثر من 200000 نازح، وتم تقديم المساعدة من قبل المؤسسات الخدمية والمنظمات العاملة.”
وفيما يتعلق بجهود المجلس في مجال تأمين المنازل للنازحين بأجور بسيطة، صرَّح أنه “ضمن مكتب التوثيق العقاري هناك قسم خاص بتوثيق العقود، حيث يعمل على توثيق عقود الإيجار ضمن المعقول، ورفض توثيق أي عقد يحوي مبلغًا كبيرًا، مع العلم أن هناك ضعاف النفوس في كل مكان من العالم، حيث يتم استقبال شكاوى الإخوة المواطنين بهذا الخصوص ومتابعة الشكوى من قبل الجهات المختصة.”
أما عن الدمج بين النازحين العرب والمقيمين الأكراد فأكد أن “المجتمع السوري شعب واحد، ولا يوجد فارق بين الأكراد والعرب، وما الحالات الكثيرة لاستقبال العديد من الأكراد لإخوانهم العرب مجانًا، إلا دليل دامغ على أننا سوريون إن كنا أكرادًا أو عربًا إذ لا يوجد فارق، أفراحنا واحدة وأحزننا واحدة”.
وأشار السيد (محمد شيخ رشيد) إلى أن “المجلس المحلي في مدينة عفرين بمكاتبة التنفيذية يقدم خدماته لكافة المواطنين دون تمييز بين مكوناته ودون النظر إن كان المستفيد مقيمًا أم مُهجرًا، فالكل في نظر المجلس مواطن والكل على سوية واحدة في تلقي الخدمات.”
وردَّ (محمد شيخ رشيد) في حديثه على من يدعي وجود حالة من التهميش بحق الأكراد على حساب العرب في عفرين وغيرها، بقوله: “لا يوجد تهميش لأي فئة، وإن كان هناك معاناة فهذه المعاناة يعاني منها الجميع وهي نتيجة الوضع الأمني في ظل الحرب.”
من جانبه أكد (محمد منان) أحد سكان قرى ريف عفرين أنه “استقبل عائلة نازحة في منزل فارغ يملكه ولم يتقاضَ أجرًا وحول ذلك يقول: “أؤمن أن هؤلاء النازحين أخوة لنا، لا يوجد أي تفريق بيننا ولو كنا مكانهم بالتأكيد سيفتحون لنا بيوتهم.”
ويضيف: “في عفرين يفرح العرب والأكراد للأمور نفسها، ويحزنون ويتضايقون من الأمور نفسها أيضًا، فعند حدوث أي أمر إيجابي أو انتهاك بحق المدنيين سواء من الجهات الخدمية أو العسكرية فهذا سيؤثر على الجميع عربًا وأكرادًا.”
وبدوره رفض المدعو (أبو كاوا) صاحب متجر في ريف عفرين “أن يتم دمج الشعب الكردي بالتنظيمات الإرهابية، فتنظيم (قسد) الانفصالي انفصل عن حاضنته الكردية قبل أن ينفصل عن أي شيء آخر، كما أن التصرفات التي يقوم بها لا تمثل الشعب الكردي.”
وأكد رئيس المجلس المحلي لمدينة عفرين السيد (سعيد سليمان) في لقاء سابق مع صحيفة حبر إبان موجة النزوح السابقة منتصف عام 2019 أنه” كان هناك توتر بين علاقة النازحين والأهالي، لكن بعد احتكاك الثقافات تبدلت الأمور واتجهت نحو التعاون، وشهدنا حالات زواج ولم نلاحظ إلا حالات خاطئة بسيطة؛ وذلك التلاؤم مرده إلى وعي الأطراف والمعاناة المشتركة بينهم، وأكبر مثال على ذلك هو المجلس نفسه الذي يضم أشخاصًا من كل مناطق سورية دون أي تمييز.”
يُذكر أنّ مدينة عفرين تمّ تحريرها من تنظيمات “بي يي دي/ي ب ك ” الإرهابيّة، عام 2018 وذلك ضمن عملية “غصن الزيتون” العسكرية، التي شنّتها قوات الجيش الوطني السوري والقوات التركية .
1 تعليق
dani
الاكراد هم النخوه والشهامة والكرم ومابعمرهن يرفضوا مساعده المحتاجين والفقراء