قالت وكالة الأناضول التركية إن مشروع طموح تأسس مؤخرًا في مناطق المعارضة شمالي سوريا، يتمثل في هيئة تعمل على إعادة تأهيل كوادر سلك الشرطة المنشقين عن النظام، عبر ندوات وورشات عمل، قبل إعادة نشرهم لتأدية مهام حفظ الأمن.
وقبل أيام، أُزيح الستار في إسطنبول عن “الهيئة السورية لقوى الأمن الداخلي”؛ بعد تنسيق ومداولات شملت ضباط شرطة منشقين وممثلين عن المعارضة من الداخل والخارج.
واختارت الأطراف المؤسسة العميد “محمد فواز الشمالي” رئيسًا للهيئة الجديدة.
وتقول الهيئة إنها تمثل ضباط وأفراد قوى الأمن الداخلي، المنشقين عن وزارة داخلية النظام، والذين رفضوا استخدام السلاح ضد أبناء الشعب. وبحسبها، فإن من تنطبق عليهم تلك المعايير يشكلون نحو ثلث كوادر داخلية النظام.
وتسعى الهيئة إلى “استيعاب كافة الطاقات والخبرات المتوفرة من الشرطة المنشقين، من أجل بناء مؤسسة شرطية، وتطوير أداء مراكزها في المناطق المحررة”.
كما تهدف إلى “العمل على تمثيل منتسبي الشرطة كخبراء في أي لجنة تعنى بمراجعة القوانين المتعلقة بوزارة الداخلية في سوريا الحرة، بما يتناسب وحقوق الإنسان والاتفاقات الدولية”، فضلًا عن تمثيل الهيئة في أي مباحثات أو حل سياسي.
وفي حديث للأناضول، قال العميد “الشمالي” إن المشاركين في الهيئة هم نخبة من ضباط الشرطة المهتمين والمنخرطين في الشأن العام وملفات حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب؛ ومن رتب مختلفة.
وأضاف أن الهيئة تعمل على التواصل مع شرطة منطقتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، عبر الجانب التركي؛ “لرؤية ما يمكن عمله بشكل مشترك”.
وتابع أنهم بصدد البحث عن دعم لنشاطهم، كما يعملون على تنظيم ندوات وورش لتأهيل الكوادر، للارتقاء بمستوى الضباط والعناصر من حيث الأداء والفكر.
واعتبر “الشمالي” أن المشروع “وطني بامتياز، دون تدخل أي طرف”، لافتًا إلى غياب أطراف داعمة حتى الآن.
وقال إن الهيئة تطمح إلى الحصول على تمثيل في الائتلاف الوطني المعارض، وأن يكون لها ممثلون واستشاريون في هيئة التفاوض المعارضة.
وشدد في هذا الإطار على أن “هيئة قوى الأمن الداخلي”، تمثل شريحة أساسية من قوى المعارضة؛ “لها الحق في أن تكون لها رؤية خاصة تجاه الحل السياسي النهائي، وللحديث عن حقوق المنشقين”.
وتمكنت القوات التركية والجيش السوري الحر خلال عملية “درع الفرات”، من تطهير مناطق واسعة من الريف الشمالي لمحافظة حلب بينها الباب وجرابلس، من تنظيم “داعش”، في الفترة أغسطس/ آب 2016 – مارس/ آذار 2017، ما أتاح لآلاف السوريين العودة إلى ديارهم.
وفي 24 مارس/آذار 2018، نفذت نفس القوات عملية “غصن الزيتون”، حررت من خلالها منطقة عفرين (شمال) بالكامل، من قبضة تنظيم “ي ب ك/بي كا كا” الإرهابي، بعد 64 يومًا من انطلاقها.