أحمد الأحمد
الأولمبياد العلمي هو مسابقة سنوية عالمية للمواد الدراسية العلمية لطلاب مرحلة ما قبل التعليم الجامعي، انطلق هذا الأولمبياد عام 1959 في رومانيا بمشاركة عدد من الدول على المستوى العالمي.
ومن هذا المنطلق، ورغبة في تجهيز الطلاب للاختبارات القادمة، أقامت التربية الحرة بالتعاون مع منظمتي نماء وأمان أولمبياد علمي لطلاب الشمال السوري بمختلف الاختصاصات، للرقي بالعملية التعليمية وتحفيز الطلاب على رفع سوية المعرفة لديهم، وتنمية قدراتهم إلى الأفضل.
وحول هذا الأولمبياد وأهم متطلباته وأهدافه توجهنا بالسؤال للسيد جمال الشحود معاون وزير التربية والتعليم التابع للحكومة السورية المؤقتة الذي أجاب: ” يعتبر هذا الأولمبياد ظاهرة علمية كبيرة من أجل زيادة التحصيل العلمي والاهتمام الدراسي لدى الطلاب على المستوى الوطني والعالمي، فعلى المستوى الوطني يقام الأولمبياد على مرحلتين، ينتقل إلى المرحلة الثانية الفائزون الأوائل في المرحلة الأولى”.
ويتابع الشحود “شارك في المرحلة الأولى 250 طالب وطالبة من مجمع خان شيخون، و350 طالب وطالبة من مجمع أريحا و210 من مجمع كفرنبل التربوي برعاية وزارة التربية والتعليم في الحكومة المؤقتة، ويشاركنا في رعايته كل من منظمتي أمان ونماء مشكورتين على الدعم الذي تقدمانه”.
وللاطلاع حول الاستعدادات التي سبقت الاختبار أجابنا السيد حسن الحسين رئيس مجمع كفرنبل التربوي بقوله: “لقد وجهنا دعوة للمدارس منذ فترة للاستعداد للأولمبياد العلمي الذي ستقام مرحلته الأولى في 16 / 3 / 2017 ضمن كل مجمع، وبالفعل تمَّ أخذ خمسة طلاب وخمس طالبات من كل مدرسة في مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء والإنكليزي والعربي على مستوى مرحلتي التعليم الثانوي والأساسي، وضمن صفوف السادس والتاسع الأساسي والثالث الثانوي العلمي، وقد قام المكلفون بالإشراف على الأولمبياد بأخذ كافة الاستعدادات من تأمين أماكن الامتحانات، وإعداد سيارات خاصة لنقل الطلاب والطالبات من وإلى قراهم مع مرافقيهم، وقد أجريت المرحلة الأولى منه في 16 /3/ 2017 وأصدرت النتائج في اليوم التالي، وطلب من الفائزين الأوائل الاستعداد للمرحلة الثانية يوم الأحد 26 /3 / 2017.
وحول الصعوبات التي تواجه تنفيذ هذا الأولمبياد سألنا المشرف والموجه الاختصاصي محمود المحمد فقال: “على الرغم من الصعوبات الكثيرة التي تعرضنا إليها، ومن أهمها الوضع الأمني الصعب الذي تعيشه مدارسنا، فقد تعرض الكثير منها للقصف الهمجي مثل مدارس حاس ومعرتحرمة وكفرنبل وغيرها، فإنَّ الطلاب أصروا على المشاركة بروح معنوية عالية، وقد نجحنا بإقامة هذا الاختبار بمرحلتيه الأولى والثانية بأمان والحمد لله”.
وحول معدل درجات الطلاب على مستوى مجمع كفرنبل، وجدنا عددا من الطلاب الذين حصلوا على درجات كاملة في المرحلة الأولى، وهم الطالبة ضحى حاتم الإسماعيل التي نالت العلامة الكاملة في مادة الرياضيات للصف الثالث الثانوي، وقد التقينا الطالبة وسألناها عن شعورها ومشاركتها فأجابت بأنَّها تشعر بسعادة كبيرة بحصولها على هذه الدرجة وما كانت لتكون لولا الجهد الشخصي الكبير ومساندة الأهل والمدرسة لها.
كما نالت الطالبة شام حسنو درجة كاملة في الرياضيات للصف التاسع، وكذلك الطالب أحمد جهاد الإبراهيم في مادة اللغة العربية.
وفي إطار التشجيع للطلاب والطالبات المتفوقين، سألنا السيد أحمد الأحمد من منظمة أمان فقال: “لقد قمنا بتوزيع الجوائز العينية والنقدية للفائزين، كما سألنا السيد عبد الله حاج سليمان من منظمة نماء فقال “إنَّنا قدمنا للفائزين المزيد من الجوائز القيمة والمشجعة لهم، وبذلك نكون قد قدَّمنا شيئا عن المشاركات الفاعلة في الأولمبياد العلمي بمرحلتيه الأولى والثانية على مستوى المجمعات التربوية متمنين لكل المشاركين الفوز والانتقال إلى العالمية لتحقيق نتائج إيجابية على المستوى العالمي، لنذكِّر العالم بأنَّ هناك شعبا حياً في سوريا لايزال يبحث عن الحياة رغم كثرة الموت.