ترجمة| ضرار الخضر
الحرب في سورية التي بدأت منذ نحو عقد من الزمن، واستُخدمت فيها القنابل المحظورة وفقًا للقانون الدولي بشكل متكرر منذ سنة 2012.
تضاعفت تقريبًا في السنة الماضية (2019) الإصابات جرّاء استخدام القنابل العنقودية المحرّمة دوليًا، التي تقتل البشر عشوائيًا، ومعظم الإصابات جاءت نتيجة استخدام القوات السورية التي تتلقى الدعم من القوات الروسية منذ نحو عقد من الزمن.
قُتِل وجُرِح نحو 286 شخصًا سنة 2019 جرّاء هجمات بالقنابل العنقودية أو بسبب بقايا الذخائر، مقارنةً بـ 149 إصابة سنة 2018، وقالت المنظّمة التي أجرت البحث إن عدد الإصابات في سورية وحدها وصل إلى 219، وهذا الرقم هو ثلاثة أضعاف الإصابات سنة 2018.
وجاءت النتائج التي توصّلت إليها منظمة (الحملة الدولية لحظر ذخائر الألغام البرية العنقودية) ضمن دراستها التي استمرت لعشر سنوات حول الالتزام بمعاهدة حظر الذخائر العنقودية، وكانت هذه المعاهدة قد دخلت حيِّز التنفيذ شهر آب سنة 2010 بعد أن صادقت عليها 30 دولة، ومنذ ذاك الحين ارتفع عدد الدول ليصل إلى 110 دولة، لم تستخدم أي منها هذه الأسلحة.
وقالت المنظمة إنها اكتشفت استخدامًا للذخائر العنقودية في ليبيا أيضًا عام 2019، وحققت في ادعاءات عن استخدامهما السنة الماضية في اليمن، وإقليم كشمير المتنازع عليه بين باكستان والهند، لكنها لم تتمكن من تأكيد هذه الادعاءات.
ووردت تقارير عن إصابات بسبب بقايا ذخائر لم تنفجر وقت إطلاقها في (أفغانستان، والعراق، ولاوس، ولبنان، وسيبيريا، وجنوب السودان، وسورية، واليمن) إضافة إلى منطقة ناغورنو-كاراباخ المتنازع عليها، والصحراء الغربية.
وقالت المنظمة إن ما لا يقل عن 4315 شخصًا قُتِلوا أو أُصيبوا جرَّاء استخدام الذخائر العنقودية ما بين عامي 2010 و2019 في عشرين دولة ومنطقة أخرى، لكن 80 بالمئة من الإصابات وقعت في سورية، وقالت المنظمة إن ما لا يقل عن 686 هجومًا بالقذائف العنقودية وقع في سورية منذ شهر تموز سنة 2012، مما يجعلها البلد الوحيد الذي تعرّض لاستخدام هذا السلاح بشكل متواصل خلال هذه الفترة.
وصدر تقرير المنظمة بعد أسابيع جراء هجمات جديدة بالقنابل العنقودية قيل إنها حدثت خلال العمليات العسكرية العنيفة بين أذربيجان وأرمينيا؛ طرفي الصراع حول إقليم (ناغورني كاراباخ). وصرّحت (ميشيل باكليت) المفوضة العليا لحقوق الإنسان، إن مثل هذه الهجمات إن تأكدت ستكون مشكلة كبيرة” ودعت جانبي الصراع للانضمام الى معاهدة حظر الذخائر العنقودية.
لم تنضمَّ العديد من البلدان بما فيها دول رئيسة مصدِّرة للسلاح إلى هذه المعاهدة التي تمنع استخدام وتخزين وإنتاج ونقل هذه الأسلحة، مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا وأوكرانيا وإسرائيل.
وبالرغم من هذا يقول القانونيون المختصون بنزع السلاح: “إن القبول المتزايد للمعاهدة ساعد في التشهير بهذه الأسلحة، ممَّا يضع ضغطًا دوليًا على الدول التي تُصِرُّ على الاحتفاظ بها في ترساناتها أو بيعها لدول أخرى.”
وسواء أُطلِقت هذه الذخائر من البر أو أُلقيت من الجو، فإن هذا النوع من الأسلحة ينشر أسلحة متفجِّرة أصغر تُسمّى الذخائر الجانبية أو القنابل الصغيرة، مصممة لتنفجر ضمن منطقة بمساحة ملعب كرة قدم، وهي تقتل أو تشوّه دون تمييز بين مدني غير مقاتل وبين المقاتلين.
كما أن بعضًا من هذه القنابل الصغيرة لا تنفجر، لكن يمكن أن تبقى قاتلاً كامنًا لعقود، وهي تتحوَّل عمليًا إلى ألغام، والعديد من ضحايا هذه الألغام هم من الأطفال الذين يجدونها على الأرض.
وُثِّق استخدام القنابل العنقودية مرارًا في سورية، حيث تقاتل القوات التابعة لبشار الأسد عددًا من الذين تعدُّهم أعداءً لها منذ مظاهرات الربيع العربي، وأنكرت روسيا الحليف الرئيس لبشار الأسد مسؤوليتها عن الهجمات بالقنابل العنقودية، لكن بقايا أسلحة من صناعة روسية من هذا النوع وُجِدَت في سورية.
على سبيل المثال في شهر كانون الثاني من هذه السنة، نقلت (هيومان رايتس واتش) خبر إطلاق صواريخ روسية محملة برؤوس تحمل قنابل عنقودية على مدرسة في إدلب، ممَّا أدى إلى تدمير المدرسة وقتل 12 مدنيًا منهم خمسة أطفال، وسنة 2017 وثّق مركز أبحاث السياسة استخدام روسيا للقنابل العنقودية في قصف حلب.
رغم أن الولايات المتحدة لم توقِّع على معاهدة حظر الذخائر العنقودية إلا أنها تعهَّدَت سنة 2008 بتقييد شديد لاستخدامها لتجنُّب إيذاء المدنيين، لكن هذه السياسة تغيّرت تحت إدارة ترامب منذ كانون الأول سنة 2017 عندما سمح البنتاغون للقوات الأمريكية بتخزين هذا النوع من الأسلحة، ويُعتَقَد أنها تُخزَّن في كوريا الجنوبية.
صحيفة نيويورك تايمز
لقراءة المقال الأصلي اضغط هنا