بقلم عدي الحلبيالقتل والمعاناة وشدَّة وطأة الحصار والدموية طوال خمس سنوات مضت، ساهمت في قلب الموازين وتشويه صورة الإنسان السوري من إنسان اتخذ التسامح صفة، إلى إنسان اتخذ القتل مهنة والإرهاب سبيلاً.ولعلَّ ما يحدث مؤخرا في سورية من دمار وقتل وتهجير وتجويع وخاصة مع دخول روسيا وإيران وميليشيات أخرى أثبت نظرية َّأن الحرب في سورية هي حرب إعلامية بامتياز، وَّأن الإعلام كان له الدور الأكبر في نشر الأكاذيب وتزوير هوية الإنسان السوري.فهذا الإنسان البسيط الهارب من الظلم هوايته الوحيدة هي الإرهاب، فأي شخص يحمل جنسيةً سورية يعتبر قادراً على إشغال مخابرات أي دولة، وإغلاق حدودها، وتشغيل كافة أجهزة الأمن.وهذا السوري أيضاً يمتلك الصدارة دوما على قائمة أي جريمة مهما كان نوعها، ولمَ لا فهو يحمل هوية إرهابي خبير بالأعمال الإجرامية البعيدة عن الإنسانية التي تَفرض على أي دولة إغلاق حدودها وعدم السماح لهذا المخلوق بدخول أراضيها ليقضي ليله يستنير القمر ويستدفئ الشمس تحت ظلِّ خيمة تعصف بأعمدتها الرياح، ويكتب التاريخ عليها قصصاً من جراحٍ كبيرة لن تستطيع حبات المطر المتساقطة والبرد القارص-الذي تسبب بوفاة الكثيرين من اللاجئين نتيجة مرض القلب- أن تضمده.والآن ها هي الهوية السورية تُعمَّم على جميع مخابرات الأرض لمنع هذا الإنسان الخطير من إدخال الإرهاب إلى الدولة المقصودة.وكأنَّ السوري هو إنسان آخر لا ينتمي إلى هذا الكوكب، بعيد تماما عن الإنسانية، خالٍ من المشاعر.نسي العالم الرابط الإنساني، ونسي العرب الرابط الديني والإقليمي، وتوشحوا رداء الذئاب نهشا بشعب ثار على ظالمه طلبا لكرامة ممنوعة وحقوق مشروعة.