الولاء والطاعة للقائد “المفدَّى” ذلك ما عبَّر عنه مئات العناصر من الجنود أمام منصة اعتلاها قادة نظام الأسد، كان هذا أثناء العرض العسكري الذي قُدّم في ساحة سعد الله الجابري بمدينة حلب، إذ تزامن ذلك مع الذكرى السنوية الأولى لاحتلال حلب من قبل قوات النظام.
يقول (هارون الأسود) إعلامي في ريف إدلب لحبر: “لا يصعب على النظام السوري أن يُلبس جنود جيشه زياً مدنياً ويطلقهم في ساحة سعد الله الجابري على أنَّهم مدنيون يحتفلون بعد مضي عامٍ من تدمير حلب، كما أنَّ رجال الأمن والاستخبارات الذين يلبسون الزي المدني، يمكن أن يشكلوا عدداً كبيراً من رواد الحفل، عدا عن الشبيحة وأعوان النظام الذين كانوا ولا زالوا ضمن الأحياء الغربية، وربَّما يشكل المدنيون ربع رواد الحفل.”
وأكَّد الأسود أنَّ سعد الله الجابري الذي يحمل أسم الساحة التي احتفل فيها شبيحة الأسد، ترأس الكتلة الوطنية التي قادت تحرير سورية من الاحتلال الفرنسي، وساهم في توحيد البلاد بعد تقسيمها إلى دويلات، ويعدُّ من أهم رموز سورية، ومدينة حلب التي أنجبت الجابري ستنجب مثيله وتلفظ العملاء ولن ترضى بالذل وتدنيس ساحات أبطالها ولو طال عليها الزمان.
من جانبه، قال الصحفي (أحمد بريمو) لصحيفة حبر: “بالنسبة إلى العرض العسكري الذي قُدِّم في ساحة سعد الله الجابري، فهذا بالتأكيد أمر خطير جداً يعزز الشرخ الكبير بين أهالي حلب المهجّرين، وبين الناس الموجودين داخل سورية بشكل عام، حيث رأينا صور الناس الذين في حلب أو (المحتفلين) في ساحة سعد الله الجابري يرفعون صور قتلى روسيين ويقولون عنهم: (شهداء).”
بدوره أكَّد الإعلامي (أحمد محمد) لحبر: “لا شكَّ أنَّ النظام السوري عمل على سلخ النسيج الاجتماعي السوري المتماسك منذ أكثر من 50 عاما، إضافة لتعزيز الطائفية من أجل بقائه على مقاعد الحكم، وأظهر الثورة السورية للعالم الخارجي أنَّها حرب أهلية وطائفية، لكنَّهم جميعهم يؤكدون كذب ودجل النظام وأهدافه المستمرة بتشويه صورة الثورة السورية.”
وأشار محمد “أنَّ النظام السوري من أجل استكمال مشروعه الطائفي وتدمير النسيج الاجتماعي السوري بات في الفترة الأخيرة يقيم حفلات ومسيرات مؤيدة لجرائمه ضد السوريين و”الحلبيين” بشكل خاص، تزامناً مع مرور عام على تهجير أبناء أحياء حلب الشرقية من مدنهم، لكن وعي السوريين خلال السنوات السابقة حارب خطة هذا النظام الطائفي الذي أتى بكل مرتزقة الأرض من أجل بقائه على كرسي الحكم.”
فيما كان اعتقاد الإعلامي (محمد كركص) “أنَّ هذا الاحتفال هو من تنظيم المخابرات التابعة لنظام الأسد وقوى الأمن، والهدف الأول من ذلك هو الانبطاح وتمجيد المحتلين روسيا وإيران والميليشيات المساندة لهم، والأمر الثاني هو إرضاخ الناس للحذاء العسكري.”
وأوضح كركص لحبر أنَّ الاحتفال باحتلال حلب كالاحتفالات في دمشق لاحتلالها من قبل إيران، أي أنَّه لا يوجد أي مكان لنفوذ النظام، والجميع تحت قيادة القوات الروسية والإيرانية، حتى ظهر في الفترة الأخيرة فيديو لضابط روسي يمنع بشار الأسد من اللحاق في بوتين، هذا الأمر كان متقصداً من القوات الروسية تحت رعاية مخابراتها لتُبين أنَّ النظام منتهٍ، وكلّ شيء في أيديهم، وهم من أعاد المناطق وليس الأسد، وتلك طريقة إذلال مشابهة جدا للاحتفالات الأخيرة.