نحاول دائماً أن نستعد للخيارات التي تكون أشد سوءًا في محاولة لعدم منح القدر فرصة ليضعنا أمام مفاجآت لسنا مستعدين لها، فنكثر من قراءة السيناريوهات المحتملة لكل ما يعترض طريقنا، ووضع طرق التصرف الأمثل تجاه كل سيناريو.
غالباً حتى في أفضل حالات الدراسة لا تأتي الأقدار كما توقعناها تماماً، وإنما تأتي خليطًا من مجموعة توقعات وسيناريوهات رسمناها مع بعض الأشياء الجديدة التي يُفرزها الواقع بعيدًا عن مستوى معلوماتنا التي اعتمدنا عليها عندما رسمنا هذه التوقعات. ولكن أثناء عملنا هذا لا بدّ من التنبه لمجموعة من المطبات التي قد تقيد عملنا أو رؤانا تجاه ما هو قادم.
فوضْعُنا للسيناريو الأسوأ، بين هذه الخيارات، والانشغال بالتحضير له على أنه الأخطر على الإطلاق، ربما يجعلنا نساهم في تحققه عندما لا نولي التوقعات أو السيناريوهات الأخرى التي بإمكانها الوقوف في طريقه أي جهد لأنها سهلة التناول لو حدثت، كما أن استسلامنا للمعلومات وضغط الأخبار التي تصلنا، والحالات الإنسانية القاسية كما في حالة الحرب التي نعانيها، ستجعل تفكرينا مقيداً بهذه المعطيات التي قد لا تكون حقيقية، أو التي قد تكون محبطة لحدّ كبير
الانحياز للخيارات الأخلاقية أثناء قراءتنا للواقع والمستقبل، ليس صحيحاً دائماً، فالقتال من أجل غسل العار وتخضيب الوصايا بالدماء وإطلاق الشعارات الباقية ليس أمرًا جيدًا عندما تكون خيارات الربح معدومة، فنحن لا نبذل الأرواح فقط لنعلن رفضنا لما سيقع، وإنما نبذلها من أجل تغييره، وضمن حسابات النجاح في التغيير نضحّي بالدماء، وليس فقط لنعلن صمودنا
الفقرة الأخيرة ليست دعوة للاستسلام على الإطلاق، إنما دعوة لعدم خوض معارك عبثية والإعداد جيدًا قبل أن نخوض معاركنا لكي ننتصر ولا نموت فحسب.
إن الخيارات المتاحة أمامنا كثيرة، والاستسلام للأسوأ هو انتحار مسبق لأي مقاومة ممكنة، علينا أن نعرف ماذا نريد، وكيف نفعل ما نريده، ثم نعمل ونبذل في سبيله حتى النهاية.
المدير العام | أحمد وديع العبسي