تقرير : بيبرس الثورةبسم الله الرحمن الرحيم(قال تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون) 46 سورة يوسف.لو تمكن نظام الأسد من قطع الهواء عن العائلات المحاصرة في حمص و الغوطتين لما توقف دقيقة واحدة، ولو كان ملك الموت تحت إمرته لأمره بقبض أرواحهم جميعاً بلا استثناء.لقد عمد نظام الأسد إلى حصار العائلات المدنية ومعاقبتهم بالجملة بسلاح التجويع بعدما أفرغ ما في جعبته من جميع أسلحته الروسية والإيرانية وقد اتخذ قراره الظالم بمنع دخول أي نوع من أنواع الغذاء إلى تلك الأماكن متحدياً جميع القوانين الدولية والإنسانية لتنفيذ مآربه العنصرية، فنتج منه مأساة بجميع ما تحويه الكلمة من معنى، وبدأت العائلات المحاصرة في تلك الأماكن تعاني من قلة الطعام وندرته، وأصبحت تأكل أوراق الأشجار وأوراق الدوالي والحشرات والسلاحف وبعض التوابل بعد إضافتها إلى الماء لشربها للبقاء على قيد الحياة.وقد صدرت فتاوى من بعض العلماء تبيح أكل لحوم الكلاب والقطط والحمير، بما أن الضرورات تبيح المحظورات و من باب الحفاظ على النفس البشرية التي لا يمكن أن يسمح الشرع بهلاكها مع وجود ما يحميها وحتى لو كان الأمر متعلقاً بما هو محرم.ولذلك كانت فكرة إنشاء ( بنك للبذور الزراعية والشتلات) في مدينة حلب المحررة، لتكون خطوة في الاتجاه إلى الاكتفاء الغذائي الذاتي في المناطق المعرضة إلى الحصار، ولتكون هذه الفكرة نواة لمرحلة متقدمة تقدم فيها البذور البسيطة الزراعة للعائلات التي تريد أن تزرع بعضها في حدائقها أو في أحواض نباتات الزينة لتستفيد منها، و للراغبين من المزارعين في الزراعة الإنتاجية، فيقوم البنك بإعطاء البذور المراد زراعتها مقابل سعر بسيط نسبياً على أن يعيد نفس كمية البذور المقدمة له بعد الحصاد، لكي يحافظ البنك على كمية البذور لديه، كما يفعل بنك الدم، ويسعى ذلك البنك لإيصال البذور الزراعية والشتلات إلى جميع المناطق المحاصرة لكي تساعد على البقاء والمقاومة.وللبدء بمثل هذا المشروع تحاول (حبر) أن يكون لها دور في إيصال الفكرة إعلامياً ومحاولة بلورتها على أرض الواقع، وقد قامت بعرض هذه الفكرة على مدير مشروع الطحين في المجلس المحلي : المهندس الزراعي محمد جلب.هل يمكن أن نطبق هذا المشروع بشكل عملي قريباً؟نعم، عندما يتوفر التمويل يمكن تطبيق هذا المشروع على أرض الواقع، وإن كانت البداية قد تتم بنباتات معيّنة مثل القمح والشعير، لإنتاج الطحين لأنها تحتوي على المتممات الغذائية مع البروتينات، وإنَّ نجاح مثل هذا المشروع يحتاج إلى ثلاث خطوات مهمة:1: إنشاء مسطحات ترابية، لأن المسطحات الترابية قليلة نسبياً داخل المدينة.2: انتقاء النباتات المؤهلة للزراعة، كالتي تنبت في المنطقة والتي لا تحتاج إلى تهجين.3: جلب تربة حمراء من الريف إلى الداخل الحلبي لفرشها على المسطحات الترابية، لأن طبيعة تربة حلب صفراء غير صالحة للزراعة، لكن يمكن استصلاح التربة الصفراء بخلطها مع بقايا المخلفات العضوية لاستحداث تربة صالحة للزراعة باستخدام مياه المجارير بعد تخميرها لفترة معينة.وقد التقت ( حبر ) أيضاً رئيس المجلس المحلي عبد العزيز مغربي.كيف يمكن أن نفعل فكرة إنشاء بنك للبذور الزراعية والشتلات؟ ومن هي المؤسسة الثورية التي يجب عليها أن تبادر بتفعيل هكذا مشروع؟حالياً يوجد مديرية تتبع لمجلس المحافظة تعنى بمثل هذا الأمور، ومن الممكن أن يكون لها دور داخل المدينة وفي الأرياف المهددة بالحصار، أما بالنسبة إلى تفعيل هذا المشروع فالمجالس المحلية عموماً والجهات الداعمة التي يقع على عاتقها التمويل السريع لهذه المشاريع.هل تعتقد بأن مشروع إنشاء بنك للبذور سيفيد الثورة بصفة عامة وأهالي المناطق المحاصرة بصفة خاصة؟نعم، الفائدة ستكون عامة لجميع المناطق المحررة وتعتبر هذه الخطة استراتيجية للوقاية من التجويع في حال وقوع حصار على أي منطقة محررة، وأضيف: يجب علينا أن نبدأ مباشرة بالترويج لمثل هذه الفكرة إعلامياً، ليتمكن الجميع من الجهات الثورية والثوار عموماً والأهالي بإطلاق مشاريع صغيرة كزراعة الحدائق المنزلية والأسطح ويجب على بعض المجالس المحلية استثمار الحدائق الصغيرة والكبيرة واستغلالها لهذه الغاية حتى لا يكون تأخر إطلاق المشروع عائقاً في وجه تحقيق الغاية.إن التصدي للحصار لا يكون فقط بالمقاومة المسلحة، بل يجب الحفاظ على الروح البشرية بتأمين أبسط مقومات الحياة، وأهمها الطعام والشراب الصالح للغذاء البشري، فكان لا بد من وجود مثل هذا المشروع المهم ليكون الحل الأمثل لمثل هذه المشكلة التي تهددنا.