عبد الكريم الثلجي |
“البيت بيتكم ونحن ضيوف عندكم “حملة شعبية أطلقها مجموعة من الناشطين من أبناء بلدة العيس جنوب حلب مطلع الأسبوع الحالي، بهدف تأمين أماكن صالحة لإيواء النازحين من مناطق شمال حماة وجنوب إدلب، نتيجة العمليات العسكرية الدائرة.
حيث تم إعلان الحملة على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف وصولها إلى أكبر عدد من النازحين، مما زاد في أعداد الوافدين من النازحين إلى بلدة العيس فور الإعلان عن الحملة.
بلدة العيس جنوب حلب يبلغ عدد سكانها قرابة عشرة آلاف نسمة، وتصل نسبة النازحين فيها إلى النصف، ورغم قربها من خطوط الجبهة مع قوات النظام، إلا أنها تشهد استقراراً نسبياً قياساً مع بعض المناطق بسبب وجود معبر تجاري بالقرب منها بالإضافة إلى النقطة التركية الموجودة بالقرب من تلة العيس.
صحيفة حبر التقت السيد (ربيع العكاش) مسؤول تقييم الحالات في صندوق التكافل الاجتماعي في بلدة العيس للحديث عن الحملة، يقول: “منذ بداية الحملة العسكرية على أرياف حماة الشمالية وإدلب الجنوبية، وفد إلى بلدة العيس عدد من العوائل وخصوصاً من مدينة خان شيخون، فقمنا بمتابعة حالاتهم وتوزيع المساعدات المناسبة لهم من خلال التبرعات التي يتم جمعها من أعضاء الصندوق والتجار وميسوري الحال، ولكن بدأت تزيد حالات النزوح إلى العيس بعد الإعلان عن الاستعداد لاستقبال مزيد من النازحين، فهذا أوجب علينا بذل جهد مضاعف من أجل سد الحاجة الكبيرة الموجودة عند عوائل النازحين، فنحاول أن نجمع أكبر قدر ممكن من التبرعات من أجل تجهيزها لعدة أشكال من المساعدات بحسب حاجة كل عائلة من مساعدات عينية ونقدية وطعام وملابس وأدوية ومياه شرب أو أي شكل مناسب من المساعدة، والحمد لله نحن بشكل دوري في كل شهر جمع التبرعات، ونبدأ مباشرة بتقديم المساعدة لهؤلاء النازحين بعد إجراء تقييم للوضع والاحتياج.”
ويقول الناشط (يحيى أبو أنس) ابن بلدة العيس: “نحن ذقنا لوعة النزوح ومرارته ولا نتمناه لأي شخص من أهلنا في الشمال المحرر، فنحن إخوة لهم، وواجب علينا الوقوف معهم في محنتم في سبيل أن يفرج الله عنا وعنهم ويرجع كل مهجر إلى دياره مرفوع الرأس، وفي بلدة العيس حاليًا لم يبقَ فيها أي منزل فارغ بفضل الله، فكل المنازل قد مُلئت، والمنزل الذي فيه جزء مدمر قد سكنت فيه عائلة نازحة، ونحن في بلدة العيس لا نأخذ بدل إيجار من إخوتنا النازحين، وندعو كافة المناطق للوقوف مع إخوانهم النازحين وتخفيف الإيجارات عنهم، فهناك أناس لا يملكون قوت يومهم، فكيف بدفع مبالغ شهرية كبيرة كبدل إيجارات؟! ويوجد غرف على الوتس اب لأهالي بلدة العيس فبمجرد أن يذكر أي شخص أنه بحاجة منزل لأخ نازح، يقوم من يملك منزلاً فارغًا أو من يعرف لدى جاره الاستعداد لاستقبال هذا النازح وعائلته في المنزل بالتبليغ المباشر للاستقبال.”
ويوضح الناشط أبو حسن من بلدة العيس أن “البلدة قد امتلأت منازلها ولم يبقَ إلا المدارس والمقرات الحكومية، فقد قام بعض الناشطين من أبناء البلدة بجهود شخصية بتنظيف بعض المدارس وتعبئة خزانات المياه تحسباً لقدوم مزيد من العوائل النازحة إلى البلدة.”
تحررت بلدة العيس في نسيان 2016 بعد احتلالها لمدة سبعة أشهر من قبل الميليشيات الإيرانية واللبنانية في حملة شرسة مدعومة بسلاح الجو الروسي، وذلك بعد معارك شرسة استطاعت قوات المعارضة اختراق التحصينات القوية لهذه المليشيات، حيث عاد السكان إلى بلدتهم بعد نزوح دام قرابة ثلاث سنوات بعد إنشاء معبر تجاري في البلدة بينها وبين قوات النظام الموجودة في بلدة الحاضر، وإقامة نقطة مراقبة تركية بالقرب من تلة العيس الإستراتيجية.