تعرضت إيران لأسوء موجة اضطرابات منذ سنوات، أحد أسبابها الخطط لزيادة الإنفاق العسكري على المغامرات الإقليمية في الوقت الذي تخفض فيه دعمها الحكومي للاقتصاد المتهاوي.
كيف يرد النظام الإيراني الشيعي الأكثر إثارة للمفاجآت على هذه الأزمة؟ هل الرد هو اتفاق سري لإعادة بناء القاعدة، الحركة الإرهابية السنية، وإرسالها إلى سورية؟
لعب السخاء الإيراني دوره المهم في إحياء القاعدة، فقد كان قوام التنظيم 400 رجل عشية تدمير البرجين التوأمين (وفقا لشخصيات في الإف بي آي)، لكنهم تشتتوا بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان، ثم طغت داعش عليهم، لكن القاعدة أعادت بناء نفسها لدرجة أنها قادرة حاليا على حشد عشرة آلاف رجل.
قدّم الجنرال قاسم سليماني رئيس العمليات الخارجية للحرس الثوري ملاذات آمنة لعائلة أسامة بن لادن وقادة القاعدة بعد هروبهم من أفغانستان عام 2001.
وبنى سليماني لهم مجمعا سكنيا وسط مركز تدريب عسكري في طهران، ومن هناك أعادت القاعدة تنظيم صفوفها وتدربت وأقامت شبكات تمويل بمساعدة إيران، وقامت بتنفيذ عدة فظائع إرهابية، وساهمت في حمام دم ضد الشيعة في العراق، ثم تطورت هذه القوة السنية لاحقا لتتحول إلى داعش.
أما اليوم يتطور التحالف الإيراني مع القاعدة ويتركز في سورية، حيث تزدهر القاعدة، وتنفق إيران 4.5 مليار جنيه إسترليني في السنة لدعم بشار الأسد.
وضع سليماني القاعدة في مسرحية ليتمكن من المناورة بين الفصائل، كي تقتل بعضها فيما بينها وتخرج إيران منتصرة.
وباختلاطها مع الثوار السوريين وتخفيف نبرتها العدائية وتهذيب وحشيتها، وجدت القاعدة، والتي تم إصلاحها، في فيلق القدس التابع لسليماني وحليفه حزب الله اللبناني، نماذج يمكن أن يقتدي بها.
ثمَّة دليل جديد مهم يتضمن شهادات غير منشورة لقادة رفيعي المستوى للقاعدة وأفراد من أسرة أسامة بن لادن، تتضمن كيف أن سليماني خطط لهذا.
بقي قادة القاعدة في طهران حتى عام 2015، حتى أرسل سليماني خمسة منهم إلى دمشق بالطائرة كي يتصلوا بمقاتلين وقادة من داعش لتشجيعهم على الانشقاق.
ووصفت المخابرات الأمريكية أحدهم وهو (محمد المصري) أنه ليس المخطط الأكثر كفاءة وخبرة فقط، بل هو صهر بن لادن ووريثه حمزة.
تم تنسيق عملهم من طهران عبر القائد العسكري العام للقاعدة، سيف العدل؛ العقيد في الجيش المصري سابقاً، لكنه اختلف مع أيمن الظواهري خليفة أسامة بن لادن على قيادة القاعدة.
ويُعتَقد أن الظواهري مقيم في العاصمة الباكستانية كراتشي، وأنه يشرف على حمزة بن لادن، وكان يريد من القوى السنية من داعش والقاعدة أن يتوحدوا ويقاتلوا، أما العدل فقد طلب من رجاله الانتظار والصبر حتى تنفجر داعش من الداخل.
ويقول أبو محمد المقدسي الداعية الجهادي الذي لعب دور الوسيط بين الفصيلين: “دعونا نقول إن لديهم خلافات بسيطة، لكنها لم تحل بعد”.
الكاتب: كاثي سكوت كلارك وادريان ليفي
صحيفة: التايمز البريطانية
رابط المقال الأصلي:
https://www.thetimes.co.uk/article/tehran-in-devils-pact-to-rebuild-alqaeda-xzkhq7l82