صرَّح التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يقاتل الدولة الإسلامية: إنَّ غاراته قتلت ما لا يقل عن 800 مدني في سورية والعراق منذ انطلاق حملته ضد الدولة الإسلامية عام 2014، وهو رقم أقل بكثير من الرقم الذي وثّقته جماعات متابعة ومنظمات حقوق الانسان.
وكانت فرق مراقبة ذات مصداقية قدّرت أعداد المدنيين القتلى بما يقارب 6000 قتيلا، ممَّا يثير تساؤلات حول الالتزام الأمريكي بحماية حياة المدنيين في الوقت الذي يتم فيه قصف مقرات عسكرية.
وقال التحالف في تقرير شهري: “مازلنا نحمّل أنفسنا مسؤولية بعض الأعمال التي ربَّما تلحق الضرر أو الموت غير المتعمد بالمدنيين”.
وقدّر التقرير أعداد المدنيين الذين قتلوا بشكل غير متعمد بما لا يقل عن 801 مدنيا في الفترة ما بين شهري آب 2014 وتشرين الأول 2017، وفي المقابل يقول فريق رصد إيروارز إنَّ 5961 على الأقل قتلوا في ذات الفترة.
وقال التحالف: إنَّه نفّذ أكثر من 28000 غارة وتلقّى1790 تقريراً عن إصابات محتملة في صفوف المدنيين منذ بدء حملته، وإنَّه مازال يدقق في 695 من هذه التقارير، وإنَّه بذل جهوداً كبيرةً لتجنب هذه الإصابات.
وكانت الدولة الاسلامية كما تسمي نفسها قد انهارت في مواجهة الهجمات المنسقة في كل من العراق وسورية، وفي السنة الماضية خسر مقاتلو الدولة أكبر مدينتين لهم هما الموصل والرقة على يد القوات والميليشيات العراقية وكذلك الميليشيات الكردية، كما سقطت مدن وبلدات أخرى بيد القوات الحكومية السورية ومقاتلي المعارضة السورية الذين تدعمهم تركيا شمال سورية.
وتشير حالات عديدة تعرض فيها المدنيون للقصف الدامي على يد التحالف، وكذلك تقارير لمنظمات حقوق الإنسان وتحقيق مفصل لصحيفة نيويورك تايمز إلى أنَّ التحالف قد بالغ بتقليل تقديراته للكلفة البشرية لحملته.
ويخلُص تقرير النيويوك تايمز الذي تطلّب إعداده أكثر من سنة من الزيارات إلى حوالي 150 موقعاً قصفه التحالف إلى أنَّ الغارات قتلت ما يصل إلى 31 ضعفاً من العدد الذي تحدثت عنه التقارير، ويصف الحملة بأنها الأقل شفافية في تاريخ الولايات المتحدة.
ودفع الغضب الدولي من الضربة الجوية الامريكية على منطقة واحدة في الموصل أدَّت إلى مقتل أكثر من 150 شخصاً إلى وقف قصير للحملة على المدينة.
وقالت منظمة العفو الدولية في تغريدة لها يوم الثلاثاء الماضي: إنَّ تحقيقاتها الخاصة توصّلت إلى أنَّ عدد المدنيين القتلى على يد التحالف بقيادة الولايات المتحدة أكبر بكثير من العدد الذي اعترف به هذا التحالف.
وقال تقرير لمنظمة العفو في شهر تموز: إنَّ نحو 5805 مدنياً ربما قتلوا على يد القوات العراقية وبغارات التحالف في الحملة على الموصل بين 19 شباط و19 تموز من هذه السنة، وقالت المنظمة: إنَّ التحالف “فشل في اتخاذ إجراءات فعّالة لحماية المدنيين”.
كما أثارت موجة الغارات الجوية التي أدَّت إلى خسائر كبيرة في صفوف المدنيين تساؤلات عن سياسة الاستهداف الأمريكية، فقد وردت تقارير عن تخفيف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القيود عن استخدام القوة ضد المدنيين وكان ترامب قد تعهّد بتشديد سياسة الولايات المتحدة في قصف معاقل تنظيم الدولة الإسلامية.
وتقول الجماعات الحقوقية: إنَّ على التحالف أن يكون أكثر شفافية في بيان قرارات الاستهداف، ففي بعض الحالات استهدفت غارات التحالف مقاتلي داعش كالقناصين مثلاً وهم على أسطح المباني السكنية، وبالتالي عرّضوا أعدادا كبيرة من المدنيين للخطر في سبيل قتل مقاتل واحد.
ونقل ناشطون محليون حالتي قصف أدتا إلى سقوط خسائر كبيرة في صفوف المدنيين على يد التحالف في آخر شهر تموز وبداية شهر آب، فقد قُتل أكثر من 62 شخصاً في غارات على مناطق سكنية في 26 حزيران، وبعدها بيومين قُتِلَ 15 شخصاً من العائلة نفسها من بينهم أطفال.
كما أفاد ناشطون بمقتل نحو 50 شخصاً في الأول من شهر آب في منطقة البوسرايا بعد غارة جوية للتحالف على مبنى سكني، كما سُجِّلت عدة تقارير عن هجمات أخرى في الأسابيع الأخيرة من الحملة قبل أن تخسر داعش الرقة.
الكاتب: كريم شاهين
رابط المقال الأصلي:
https://www.theguardian.com/world/2017/nov/30/us-coalition-airstrikes-iraqi-syrian-civilians
1 تعليق
Pingback: تقرير الرصد الاسبوعي لأهم ما ورد في الصحافة الغربية | صحيفة حبر