بقلم أحمد يغن- أضنةلا تستطيع تركيا أن تنأى بنفسها عن الصراع الحاصل في المنطقة بين الأطراف المختلفة خاصة وأنها تمتلك شريطًا حدوديا طويلا يجعلها محتكة بشكل مباشر بتنظيم الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني، ويبدو أن أنقرة تتجه إلى سياسة جديدة وهذا يعني أننا أمام أحداث متلاحقة وتغيرات مفصلية ستشهدها الأسابيع القادمة.فعلى الرغم من الحياد الذي حاولت تركية اصطناعه طيلة الفترة السابقة في ما يتعلق بالحرب في سورية وتوسع “تنظيم الدولة الإسلامية”، إلا أن تلك اللعبة لا يمكن أن تستمر فها هي اليوم تشن الغارات الجوية على مواقع التنظيم في عقر داره، وتسمح لقوات التحالف الجوية باستخدام قواعدها لمواجهة التنظيم.فما انعكاسات هذه التحركات التركية العسكرية والتصريحات التي يتضح أن تركية أصبحت طرفًا من أطراف الصراع؟ وهل تصب في خدمة الثورة السورية لتحقيق أهدافها والتخلص من الأسد؟ وهل لتركيا أهداف أخرى أم أنها تريد مساعدة الشعب السوري فقط؟قامت صحيفة حبر بإجراء استطلاع حول التدخل التركي في الأراضي السورية، والتقت بعدد من المواطنين السوريين القاطنين في مدينة أضنة التركية.يقول أبو خالد (أربعيني يعمل في بيع المواد الغذائية في تركية):إنّ تركية قامت بهذه الخطوة بعد التوسع الكبير للقوات الكردية في الشمال السوري وإن هدف تركية منع إقامة دولة كردية على الحدود التركية وإن ضرباتها على مواقع الدولة الإسلامية لحفظ ماء الوجه أمام الأكراد. ورد الأستاذ ابراهيم قائلا: لو أنهم قاموا بتوفير غطاء جوي لثوار سورية منذ البدية ضد نظام الأسد لما توسع نفوذ القوات الكردية والدولة الإسلامية وما اضطروا لقصفهم في الوقت الحالي. موضحا أن التدخل جاء متأخرا. بينما قال أبو محمود: إن الذي يحصل الآن هو نتيجة اتفاق تلاقت عنده مصالح الحكومة التركية والتحالف الدولي الذي يسعى إلى استئصال تنظيم الدولة واقتلاعه من جذوره فيما تسعى تركية لمنع قيام دولة كردستان بالقرب من حدودها أما أبو إسراء فقد بدا متشائما عندما قال: ( يا ابني الدول علينا وليست معنا، إنهم يكذبون علينا ويسرقوننا لا أحد يريد غير مصلحته وانا لا أحب بالسياسة)وقال حسين خليل: إذا كان هذا القرار سيضمن لنا عودة سريعة لبلادنا ويخلصنا من جحيم النزوح الذي نعيشه فأهلا وسهلا به لكني لا أظنه كذلك.ويضيف أبو علي: أصبحنا لا ندري ماذا يحصل، من معنا ومن ضدنا؟ لا ندري، الكل يريد مساعدتنا ولكنهم يزيدون الطين بلة ونحن في غنى عن تعقيد الأمور أكثر من ذلك.وننهي مع المواطن التركي سيركان الذي أحب أن يشارك في رأيه: أنا مع أي قرار تتخذه بلادي في مواجهة الإرهاب وعلى القيادة التركية أن تضرب بحزم كل من يريد العبث بوحدة وأمان تركية.وتبقى عيون السوريين مفتوحة على الأفق وعلى التحركات التركية تنتظر الفرج والعودة إلى البلاد التي طالما حلموا بها.