عمر عرب
قرار مفاجئ صدر من قبل روسيا الحليف الأبرز والأقوى لدى النظام السوري، والذي يمده بكل ما يحتاجه من المعدات والخبرات العسكرية، ألا وهو انسحابها من الحرب السورية، حيث أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرارا ينص على سحب الجزء الرئيسي من قواته الموجودة في سوريا، خاصة القوات المتمركزة في القاعدة العسكرية الأولى لهم مؤخراً وهي مطار حميميم العسكري في اللاذقية.
ولا يخفى على أحد كيف قام التدخل الروسي بتغيير موازيين القوى على الأرض لصالح النظام السوري، وذلك بسبب غاراته الكثيفة على عدة مناطق متفرقة، وخاصة ضمن المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وكل ذلك بحجة محاربة داعش والإرهابيين.
لكن في الوقت نفسه أثار قرار الانسحاب المفاجئ جدلاً واسعاً في جميع الأوساط السياسية والميدانية والعسكرية، وكلٌ فسره وأعطاه أبعادا عدة، وذلك حسب المعطيات والتطورات الجارية على أرض الواقع، فلم يكن يتوقع أحد ذلك الانسحاب المفاجئ، وهل هو حقاً كما وصفته روسيا بأنَّه جاء بعد أن حققت الأهداف التي كانت تسعى إليها في سوريا؟ أم أنَّه هروب من المستنقع السوري؟ أم أنَّ التطورات الجارية والمحادثات السياسية قد أجبرت روسيا على القبول بحل سياسي؟
بدورها قامت صحيفة حبر الأسبوعية بإجراء استطلاع لآراء الناس حول قرار الانسحاب، وماهي التوقعات التي يمكن أن تحصل بعد الانسحاب، وهل يمكن أن تنقلب بذلك الموازيين على الأرض؟
محمود30 سنة: “الأسباب وراء الانسحاب متعددة أهمها: تمكن الثوار من الوقوف في وجه العدوان الذي بُررَ بمواجهة الإرهاب، ونحن لا ننكر أنَّ سلاح الجو الروسي لديه خبرة وقوة قتالية عالية الدقة، لكن في نفس الوقت كان هناك تصدٍ وصمود كبير أبهر الروس أنفسهم، فلولا طائراتهم لكان الثوار هم ملوك الأرض، وذلك من خلال خبرتهم بالقتال ودرايتهم بطبيعة وجغرافية المنطقة الموجودين فيها .
فراس 45 سنة: “روسيا مضطرة للانسحاب من سوريا رغماً عنها، فالمشاكل والأزمات الاقتصادية التي تمرُّ بها كفيلة لأن تسبب لها العجز في الاستمرار بحرب تعلم سلفاً أنَّها خاسرة، وأنَّ الإصرار على تشكيل حكومة انتقالية وإسقاط النظام أمر لا رجعة عنه، إضافة إلى أنَّها تحاول أن تظهر بمظهر الساعي لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وكأنَّها ليس لها يد بتفاقم وتأزيم الأمور.”
غسان 33 سنة: هذه مجرد خطة سياسية تهدف إلى تقسيم سوريا وإعادة حقبة التقسيم التي تذكرنا بسايكس بيكو جديد على الأراضي السورية، فمصالح روسيا وأمريكا مشتركة، وذلك من خلال إعادة بلورة خطة جديدة ظاهرها حل سياسي في مؤتمر جينيف المزمع عقده، وباطنها مصالح لن ترضى لا روسيا ولا أمريكا بالتخلي عنها في الأراضي السورية، ناهيك عن وجود نظام الأسد الذي يعتبر كفيلا بحماية إسرائيل وأمنها الذي يمكن أن يهدد بمجرد سقوطه.”
عبد الرزاق 44 سنة: انسحاب روسيا شكل لنا بعض الأمل بإيجاد حلول سياسية ربما تفضي بإنهاء الأزمة، إضافة إلى كونها ستشكل ورقة ضغط ضد النظام تضطره للمشاركة في المفاوضات الجارية، حيث إنَّ التدخل الروسي في الوقت السابق منح النظام قوة جعلت زمام الأمور بيده، إضافة إلى التغطية الجوية والميليشيات التي تقاتل إلى جانبه، كل ذلك ساهم وبشكل كبير في تمدد نفوذ النظام على الأرض.
أحمد 28 سنة: “روسيا أرادت أن نخرج من الحرب السورية وتظهر بمظهر القوي والمنتصر وبأقل الخسائر الممكنة، فهي تخاف من أن تمتلك المعارضة أسلحة نوعية تجعلهم يقلبون الأمور رأساً على عقب في وجهها، بالأمس تمكن الثوار من إسقاط طائرة حربية بمضادات حرارية أرضية، وفيما بعد ربَّما هم قادرون على إسقاط غيرها، وهذا سيسقط من هيبتها كونها دولة عظمى، إضافة إلى كونها ترى مستقبل الأسد قد انتهت صلاحيته، وبات من الضروري التضحية به في سبيل حفظ ماء وجهها أمام المجتمع العربي والغربي.”
ياسر 38 سنة: “روسيا أرادت أن تنقذ النظام من الورطة التي كان فيها ومن شبح السقوط المحيط به، وبالفعل تمكنت من ذلك، كما تمكنت من تدمير غالبية نواحي الحياة الخدمية في البلاد وربَّما ذاك كان من أبرز ما تسعى إليه، خروجها الآن لا يعني انتهاء الأزمة، فالأسد ما يزال لديه الكثير ليقتلنا به، فالبراميل ربما تنتظرنا، نحن نريد حلا جزريا ينهي القتل والدمار وينهي وجود الأسد وأعوانه لكن دون تقسيم سوريا، فنحن مصرون على وحدة أراضينا ولا نقبل بالتفرقة.