عملت الدولة الفارسية على إنشاء عقيدة التشيع المنحرفة مع حرصها على تضمينها بكل ما يلزمها من وسائل وفتاوى، مهما كانت بعيدة عن أصول الدين الصحيحة أو حتى العقل والفطرة السليمين، لجذب أكبر قدر من البسطاء والمغفلين، وذلك لاستنزافهم ماديًّا بحجة أداء خُمس أموالهم وممتلكاتهم للمعممين بغية تمويل أنشطتهم الداخلية والخارجية.
ومِن جملة تلك الوسائل إباحتهم لمسائل محرمة بالاتفاق، كإباحة نكاح المتعة الذي يضمنون بواسطته ولاء طائفة كبيرة من الشباب مِن غير القادرين على الزواج، وبذلك يعزف غالبية الشباب عن الزواج الشرعي لإمكانهم قضاء شهوتهم بغير مسؤولية ولا التزام، الأمر الذي قد يعني تراجع عدد المواليد عند أهل السنة نظرًا لانخفاض نِسب الزواج الشرعي بينهم، وزيادتها عند الشيعة باعتبار أنهم يبيحونه عندهم، وفي تقديري هذا هو الهدف الأسمى عندهم.
والذي لفت نظري قريبًا أنهم بدأوا باتباع طرق حديثة لنشر التشيع لم نعهدها سابقًا، إذ جرت عادتهم قديمًا على تقليد النصارى في طرق نشر دينهم من خلال بناء المشافي والمدارس والمنشآت الأساسية، وتبني الأطفال في دور أيتام مخصصة لغسل أدمغتهم، إلى غير ذلك من الطرق المعهودة.
أما حديثًا، فقد رأيتهم شخصيًّا في مدينة حلب يستهدفون الأطفال بطرق جديدة، إذا باتوا يعمدون إلى استغلال مواسم الأعياد والعطل، فيقومون بنصب الألعاب المتنوعة في ساحة سعد الله الجابري، كالرسم، والتلوين على الوجه، بل وإحضار شاحنات رملية بغرض إقامة مسابقات بناء بين الأطفال، وتقديم جوائز متنوعة، وتصوير ذلك باستخدام طائرات مسيرة عن بعد، لكن الأمر الصادم الذي لم نعهده مِن قبل هو أن أغلب القائمين على تلك الأنشطة فتيات فارسيات، يمكن تمييزهن من لغتهن بسهولة، متبرجات ويلبسن اللباس الضيق، وهو ما كان في عُرف الشيعة المعلن قديمًا أمرًا مرفوضًا.
إن استخدام مثل هذه الوسائل المتجددة يساعد على نشر التشيع بشكل أوسع، وتحديدًا عند صغار السن، فرؤية أصحاب العمائم السوداء قد يصاحبها نوع مِن الرفض نظرًا لعدم انتشارها في مجتمعاتنا، أما استخدام أولئك النسوة “اللطيفات” فسيُسهم بكل تأكيد على وقوع الفكر المنحرف في قلوب الأطفال موضع قبول، خصوصًا مع الميزانية “الشيعية” المفتوحة المخصصة لتقديم مختلف أشكال الدعم المالي والمعنوي لأولئك الأطفال وذويهم.
كما سيساعد على ذلك ظهورُ جيلٍ جديد مِن “الشيعة الجدد” من طلبة العلم مِن بني جلدتنا الذين سيتم تمكينهم مِن مختلف المنابر الدعوية ليروجوا لهذه العقيدة الفاسدة تدريجيًا، مدعومين مِن ربيب الشيعة الأول في سورية وخائن المسلمين أحمد حسون، إضافة إلى عدم قدرة المخلصين من الغيورين على دينهم مِن تحذير الناس منهم بحجة البطش الأمني.
ومِن أهم العوامل التي ستساعد على ما سبق الجهل الشديد الذي نعيشه، والذي سيكون أكبر مساعد على تبني عقيدة الانهزام، خصوصًا وأن مِن أهم مفرزات الأزمات والفتن أن الناس بعد الهزيمة غالبًا ما تنحو إلى تقليد المنتصر، وهو ما حدده ابن خلدون في مقدمته (1: 184) بقوله: “المغلوبُ مولعٌ أبدًا بالاقتداء بالغالب في شعاره، وزيه، ونحلته، وسائر أحواله وعوائده“…والله المستعان.