عدي الحلبي- كفر نورانسنوات مضت استطاعت أن تغير بأحداثها المؤلمة الخارطة الديموغرافية السورية من جهة النمو السكاني ونسبة المتعلمين التي راحت تنخفض، ولكن رغم كلِّ الأسى على مرِّ هذه السنوات الخمس استمر الطالب السوري -رغم ضعف الإمكانيات -بالتمسك براية العلم مؤمنا بأهمية العلم داخل الثورة وبدوره البنَّاء في نصرة الشعوب، ولعلَّ ما يساعد على استمرار التعليم في سورية هو وجود جهات داعمة تقوم بتقديم الدعم المادي للمدارس على اختلاف مراحلها، ففي التعليم الأساسي تم افتتاح عدد كبير من المدارس لاسيما داخل المناطق المحررة المستقرة التي تتلقى دعمها من منظمات إنسانية، فمن مرتبات المعلمين التي تعد جيدة نسبيا إلى تأمين مستلزمات الطفل ورعاية حقوقه الإنسانية والتعليمية، وماتزال العلاقات بين الجهة المدعومة والداعمة تعاني من عدة مشكلات ليس آخرها مشكلة التوثيق، فقد تقوم الجهة المدعومة بنقل صورة مغايرة للحقيقة بهدف الحصول على دعم أكبر لإرضاء الأهواء الشخصية، بالإضافة إلى كيفية اختيار المعلمين بطريقة الواسطة والتي لم نستطع التخلص منها لأنَّها تؤدي إلى قتل الكفاءات العلمية، ويتباين شعور السوريين عن الهدف من هذا الدعم.وثمة من نظر إلى هذا الدعم على أنه دعم مريب تحاول من خلاله المؤسسات الداعمة شق ستار المستقبل، خاصة أنَّ بعض الجهات الداعمة لا تدين بالدين الإسلامي وما يثير الريبة هو قيام هذه الجهات بدعم التعليم الابتدائي دون مراحل التعليم المتقدم والذي يقاس به تقدم الشعوب، إذا كان هدف الداعمين هو النهوض بشعبنا، حيث تعتمد هذه المنظمات على سياسة العقود طويلة الأمد مع المدرسة المدعومة، ولكن ماتزال هذه المنظمات ملتزمة بواجبها الإنساني، وسيجل التاريخ هذه المنظمات على لائحة أصدقاء الشعب السوري، أما التعليم الثانوي فإنَّه يعاني من نقص شديد في الدعم ومن غياب التعليم الجامعي وهنا يجب توجيه نداء لإنقاذ الطلبة السوريين، ونذكر الجهات الداعمة أن التعليم لا يتوقف عند حدِّ المراحل الأساسية ومن قام بخير فلا بدَّ أن يتممه، أما التعليم الجامعي فقد شهدت الأيام الأخيرة نقلة نوعية بهذا المجال، حيث تجري الآن عدة محاولات لافتتاح جامعات خاصة داخل المناطق المحررة، ولكن ماتزال الأقساط الباهظة عائقا أمام الطلاب السوريين وخاصة أنَّ بعضها قد وصل سنويا إلى 1500دولار سنويا، والطالب الفقير يذهب وأحلامه أدراج الرياح لأنه غير قادر على دفعها، والشيء المثير للدهشة أنَّ هذه الجامعات وضعت شهادة النظام الأسدي على لائحة الشهادات المقبولة، فأين العدالة؟! ويبقى أن نذكِّر الحكومة بأنَّ من تولى غرس فسيلة فلابدَّ له أن يرعاها لتنتج ثمارها، فها هي الحكومة تكتفي بإطلاق الوعود دون الالتزام بها، فهل ما حصلت عليه الحكومة من دعم خلال السنوات الماضية يعجز عن افتتاح جامعة؟!وفي النهاية نشكر أصدقاء الشعب السوري على مساعدتهم لنا راجين زيادة الاهتمام من الحكومة وخاصة بمراحل التعليم العالي، ويبقى التعليم المدعوم ذاتيا أفضل أشكال التعليم، فإلى متى سيستمر الدعم الخارجي؟ ومتى سنكون قادرين على بناء أنفسنا بأنفسنا؟ يسأل مراقبون……….