فريق التحرير |
يُعبر مفهوم التعليم عن بُعد أو التعليم الإلكترونيّ عن نظامٍ رسميٍ للتعليم والتعلّم، حيث تم إعداد هذا النظام بشكل خاص للعمل عن بُعد عن طريق وسائل الاتصال الإلكترونية، ويتميز هذا النظام بقدرته على خلق فرص للتعليم في الحالات التي يُصعب فيها تنفيذ التعليم التقليدي؛ وذلك لأنه أقل تكلفة ولا يُمكن تقييده بمنطقة جغرافية محددة، كما أنه يُسهل عملية التعلم للطلاب والموظفين الذين يواجهون مشاكل المسافات، والاضطراب في جدول المواعيد لأنه أكثر مرونة من ناحية الوقت ويمكن الحصول عليه في أي مكان.
يعتقد التربويون وغيرهم أن مفهوم “التعليم عن بُعد” تطور طبيعي لبرامج وآليات التعليم وترسيخ لمبادئه وأسسه بما يخدم الأهداف المجتمعية الكبرى، فالتطورات الفكرية والعلمية والتقنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية أثرت بشكل ملحوظ في نمط التعليم وشكله ومحتواه وآليات تقدمه، ومفاهيم الانفتاح الثقافي والعولمة والقرية الكونية والبث المباشر من الفضائيات أحدث طفرة قوية نحو تطوير فلسفة التعليم ليكون أكثر انفتاحاً.
ومن هذا المنطلق جاء مصطلح “التعليم عن بعد” كآلية عمل وفلسفة مستحدثة في الوقت نفسه لمواكبة التطورات والتقنيات والمفاهيم. ولذلك كان هناك عدد من الأسباب التي أدت إلى انتشار مبدأ “التعليم عن بعد” أهمها:
١- الإتاحة: وتعني أن فرص التعليم، وخاصة التعليم العالي، متاحة للجميع بصرف النظر عن أشكال المعوقات الزمانية والمكانية والعمرية.
٢-المرونة: تخطي المعوقات البيروقراطية والروتين وإجراءات العمل المعتادة.
٣-تحكم المتعلم: وتعني أن الدارسين يمكنهم وضع أولويات في ترتيبهم لموضوعات المنهج لتكيفه وفق أوضاعهم وقدراتهم.
٤-اختيار أنظمة التواصل المناسبة، اختيارهم الفردي لأنظمة وتقنية التواصل العلمي مثل: الحاسوب والفضائيات واللقاءات المباشرة، يعد سمة جوهرية لهذا النمط من التعليم الحديث، نظراً لاختلاف طرق التعليم لدى المتعلمين.
٥-مناسبة البرامج التعليمية ودرجاتها العلمية للأغراض المطلوبة.
إن توظيف التكنولوجيا في عملية “التعليم عن بعد” لاختصار الزمن وتقليل التكلفة المادية تبدو مهمة سهلة نظرياً، ولكن تطبيق “التعليم عن بعد” باستخدام التقنيات الحديثة من وسائط واتصالات يتطلب من الطلاب والمعلم امتلاك خبرة وعقول منفتحة تجاه هذه التقنيات ورغبة في التغيير إلى الأفضل.
تُشير الدّراسات إلى أنّ التعليم عن بُعد قد يكون فعالاً كالتعليم التقليديّ وذلك في حالة احتوائها على الطرق التدريسيّة المناسبة، وضمان حدوث تفاعل بين المدرس وطلابه، بالإضافة إلى إعطاء الطلاب ردود الأفعال المُناسبة في الأوقات المناسبة من قِبل المدرس.
من فوائد التعليم عن بعد أنه يُقدم العديد من الفوائد للمتعلَم مقارنة بالتعليم التقليدي، ويساهم بتقديم فرصة للطالب بالحصول على التعليم بالسرعة التي تناسبه، ويسمح التعليم عن بعد بسماع المحاضرات أو إعادة تشغيل المقاطع الصوتية، أو الفيديو، أو إعادة قراءة جزءاً محدداً، وهذا في حالة عدم وضوح بعض المعلومات للطالب مقارنةً بالتعليم التقليدي، يتميز بإعطاء الطالب المرونة في استخدام الوقت وقضائه بحسب المعايير الخاصّة به، على عكس التعليم التقليدي الذي يُخصص وقت الدراسة بناءً على المدرس، فالطالب هو محور العملية في التعليم عن بعد، حيث له الحرية في قضاء الوقت الذي يريده وذلك في دراسة جزءاً من المادة، و يُمكن الدخول إلى الموقع الخاص بالتعليم عن بعد من أي مكان يوجد به الطالب وبأي وقت دون مواجهة أي حدود أو معوقات، وبالتالي فإنه يمنح الطالب القدرة على قضاء الوقت مع أسرته والالتزام بعمله، ويساعد أيضاً بتوفير التكلفة المالية والمسافة المبذولة في السفر للحصول على التعليم التقليدي.
التكنولوجيا المستخدمة في التعليم عن بعد تضم ما يلي:
التكنولوجيا المرتكزة على تقنيّة الصوت، كالتسجيلات المخزّنة على الأقراص المدمجة أو MP3، أو خاصيّة البث الشبكي المتمثلة في أشرطة الفيديو التعليمية، والمؤتمرات التفاعلية الفيديوية، التكنولوجيا المرتكزة على جهاز الحاسوب التي يُحصَل عليها عبر الإنترنت أو الشبكات الداخلية الخاصة بالشركات.
ساد التعليم التقليدي في العديد من العصور، وساهم في تحقيق التقدم الإنساني في مختلف الحضارات، كما لا يزال هذا النوع من التعليم منتشراً في دول العالم جميعها؛ لِما لعبته العولَمة من تقريب للثقافات، والحضارات على المستويات جميعها، من خلال تبادل العلوم، والمعارف في أي وقت، ومكان، ومع مرور الزمن، وتقدم هذه الحضارات، جاء التعليم عن بُعد؛ استجابةً للتطور في التقنيات الحديثة بشتى أشكالها، ممَّا دعا الجامعات، والمؤسّسات التعليمية على حد سواء لتكثيف الجهود، وتعزيز المساعي المُختلفة لتبني تقنيات حديثة تُواكب العصر الحديث، وتُقدم كلَّ ما يُعين المتعلم على الحصول على العلوم.