غسان دنو |
بعد قرار مديرية التربية في إدلب للعمل بنظام التعلم عن بعد ليكون حلاً بديلاً لإكمال العام الدراسي، أجرت صحيفة حبر مقابلات مع عدد من المدرسين والمدرسات المعنيين؛ للاطلاع على فعالية التعليم عن بعد كونه حلاً وحيدًا يضمن عدم احتكاك الطلاب مع بعضهم للحد من انتشار كورونا.
الأستاذ (عبد الله عبد القادر) مدير قطاع التعليم لمنظمة (سيريا ريليف) حدثنا قائلاً: “تم توجيه معلمي الصفوف لإنشاء غرف الواتس لتكون وسيلة للتعليم عن بُعد؛ لأن الواتس هو البرنامج الأكثر انتشارًا واستعمالاً بين الناس، حيث تتم متابعة الغرف ومراقبتها عن طريق المعلمين الأوائل في كل مدرسة، إضافة إلى الموجهين ومشرفي المنظمة.”
ويتابع: “تم إعداد حقيبة تعلم ذاتي يعتمدها معلم الصف لتكون انطلاق أولى في التعلم عن بُعد، تتضمن الحقيبة صورًا وكلمات ودروس مصورة وأوراق عمل يتم مشاركتها حسب الخطة اليومية للدرس مع الأهالي.”
وعن دور الأهالي يقول: “يتلقى الأهالي الرسائل والتعليمات على المجموعة ويتم من خلالها متابعة أطفالهم، وعادة إرسال الواجبات المنزلية للمعلم على الغرفة، وخصصت ساعة مسائية للرد على استفسارات الأهالي والطلاب.
كما تخطط المنظمة لتوسيع أفق التعليم عن بُعد ببرنامج خاص يستطيع من خلاله المدرس الاستمرار بشكل دائم بنهج التعليم عن بُعد، ويتضمن نشاطات عدة منها، وقت للرياضة أو الأنشطة الحركية في الصباح، ووقت لتعلم القراءة والكتابة، ووقت لتعلم الحساب، ووقت للدعم النفسي ومهارات الحياة، ووقت لقراءة القصص”.
وفي تجربة أخرى لمنظمة الأيادي البيضاء حدثنا المدرس (عبد الله درويش) قائلاً: ” قام معلمو مدرسة (كفر نوران) بإنشاء مجموعات على الواتساب فيها طلاب كل صف، وتم إعطاء المنهاج بشكل مختصر بالتركيز على المعلومات المهمة وبشكل بسيط بوقع ساعتين يومياً “
وعن الأدوات المستخدمة يضيف (عبد الله): ” التصوير لسبورة أو ورقة، ويكتب المطلوب من الطالب، أو يضاف تسجيل صوتي لشرح المطلوب أو يسجل الدرس (فيديو) خاصة إذا كان الشرح يستهدف طالب صف أول، ويجب تعليمه طريقة كتابة الحروف، ويليه نقاش مع الطلاب. “
كما التقينا بعدد من المُدرِّسات من مدرسة (العز بن عبد السلام) أحد مشاريع مؤسسة (قبس) في إدلب، حيث أفادتنا (غادة قرة محمد) معلمة رياضيات للمرحلة الثانوية عن تجربتها قائلةً: “بدأنا قبل أسبوعين بالتعليم عن بُعد، وجدت صعوبةً في الأمر؛ لأن الإمكانيات التقنية لدى المدرس ضعيفة، ولأنها أول مرة أقوم بتسجيل فيديو خلال إعطاء الدروس، وجب عليَّ كتابة التمارين وشرحها بسرعة لكي أتمكن من إيصال أكبر قدر من المعلومات خلال مدة تتناسب مع حجم الفيديو المُرسَل للطلاب، وبعد عدة تجارب فيديو تحسنت مهاراتي والآن أستطيع مواكبة الأمر.”
وأما مُدرِّسة اللغة الفرنسية (نسرين عياشي) فقد فاجأتنا أنها تدير مجموعة على الواتساب منذ بداية العام الدراسي مبادرةً منها لطالبات الصف الحادي عشر، وهنَّ الآن بالبكلوريا، لذا “كان الأمر معي أسهل” بحسب عياشي.
أما مُدرِّسة اللغة الإنكليزية (زينة سيد عيسى) فقد تكلمت عن صعوبات عدة منها: “عدم توافر جودة إنترنت في المدرسة، وأيضاً الهواتف بين أيدي الطلاب ذات مساحة تخزين منخفضة، فتضطر الطالبة لحذف مقاطع الفيديو. “
وللتأكد من مدى فاعلية التعليم عن بُعد، استطلعنا آراء عينة من 100 طالبة في المرحلتين الإعدادية والثانوية وكانت النتيجة على النحو التالي: “نسبة 79.3% وجدت مدة الدرس كافية، 70% يستطيعون التفاعل مع المُدرس، 42% فقط يملكون هواتف خاصة بهم ، 38% لديهم عائق بكلفة الإنترنت ، 68.5% الإنترنت لديهم جيد، نحو 90% يفضلون مقاطع الفيديو بالشرح و70% يتعاون الأهالي معهم.”
والجدير بالذكر أن بعض المدارس الخاصة أجرت مذاكرات فصلية أيضًا من خلال الوتس عبر إرسال أسئلة مصورة للطلاب وتحديد مدة زمنية مناسبة للحل وإعادة إرسال الحل مصورًا للمدرس.
لكل ما سبق، وبالاطلاع على تجارب عامة وخاصة لمؤسسات عالمية، يكمن الحل المناسب حاليًا برفع مقاطع الفيديو على قنوات يوتيوب تُنشئها كل مدرسة ويعود إليها الطالب بأي وقت لاحقًا لتكون مرجعًا دائمًا.