بقلم : وليد العربيالاتصالات -الأجهزة النقالة -الكمبيوتر -الإنترنت أمور ملموسة أحاطت بنا وسيطرت على حواسنا وعقولنا، وباتت لدينا أهم من عائلاتنا وأنفسنا، حتى يكاد لا يخلو بيت منها، نستخدمها للتواصل عن بعد ولو كنَّا في غرفة واحدة، فما مدى تأثرنا بها؟ وهل نستطيع التخلي عنها يوماً ما على الرغم من أنَّها باتت جزءًا من ذاتنا؟ ماذا نفعل إن استيقظنا يوماً ما من دونها؟أجهزة الخليوي أو النقال بتنا ملزمين بحملها والتواصل بها شئنا أم أبينا، صنعتها الشركات العالمية، فانتشرت ورخص ثمنها، فكبُرت تلك الشركات المدعية أنَّها أوجدتها خدمة للبشرية، واحتكرتها بشكل أو بآخر كتجارة رابحة مزدهرة تجني منها ملايين الدولارات.ولكن هل خطر ببالنا مدى التأثير السلبي لهذه الأجهزة بمجتمعاتنا؟ هل قرَّبتنا من بعض أو أنَّها فرقتنا؟ لماذا لا أستطيع التخلي عنها ببساطة، فبدلا من أن أرسل لأمي وأبي صباح الخير عن بعد أذهب وأزورهم مرة في اليوم وأقبِّل أيديهم واستنشق عطر محبتهم.لقد مرضت المجتمعات الغربية بمرض اسمه ضعف العلاقات العائلية بسبب كثرة الانشغال بالدنيا وطلب المال وبات من المحال تفريغ يوم للتواصل بين العائلات فابتكروا الهاتف ثم الجوال ثم الأنترنت ليتواصلوا بشكل يومي ويطمئنوا على بعضهم ثم يدعون أنهم مجتمعات تحافظ على التواصل العائلي بعد أن فقدوه عملياً. فهل بتنا مثلهم مجتمعا مجردا من الإحساس حتى ننقاد وراءهم وندعي أننا نطور من وسائل الاتصال العائلي فيما بيننا؟وقد أنشؤوا البرامج الخدمية كالفيس بوك والتويتر والواتس آب وغيرها التي تدعي أنها تسهل التواصل الاجتماعي، ولكنها على العكس من ذلك فقد زادت من عزلة الفرد وجعلته متقوقعاً منطويًا على نفسه.وزيادة على ذلك فقد نبه العلماء في دراساتهم على خطورة استخدام الإنترنت عن طريق الأجهزة النقالة بسبب إمالة الرأس مما يسبب الضغط على الرقبة ويحملها ضعفي وزن الرأس حيث يصل وزنه لسبعة وعشرين كيلو غراماً مما يؤدي إلى الضرر وانحناء بفقرات العمود الفقري على المدى الطويل. ترى هل فكرنا في يوم من أيام عطلتنا أن نطفئ الجولات ونقوم بزيارة مفاجأة للأهل أو الأقارب أو أحد الأصدقاء؟ هل فكرنا بأن نصل أرحامنا بدلا من الرسائل؟ ألا نستطيع أن نهجر الجوالات قليلاً ونستمتع بقراءة كتاب ما أو ممارسة الرياضة؟ إن كنا لا نستطيع فنحن مقيدون اليوم بما يسمى وسائل التواصل الاجتماعي.