أصبح التلفاز في يومنا هذا صديق الأطفال ومستشارهم، ونافذة لهم لاكتشاف العالم، وقائداً لسلوكهم وأفعالهم، وقاموساً يعودون إليه لأخذ المعلومات منه دون رقابة أو توجيه.فالتلفاز الآن بمثابة مربية مجانية لمعظم الأسر، وهذا يعني استخدامه لإلهاء الطفل دون مراعاة نوع البرامج التي يشاهدها، والساعات الطويلة التي يقضيها أمام الشاشة؛ ممَّا أدَّى إلى الإدمان عند الطفل، ووجود صعوبة مع الوالدين في تعاملهما معه، كإطعامه أو تدريسه عندما يُنهيان عملهما، ويلتفتان إليه.ومن هنا فإنَّ للتلفاز تأثيراتٍ سلبية عدة، نذكر منها:1ـ تأثير التلفاز على المَدرسَة:إنَّ مشاهدة الأطفال للتلفاز يؤدي إلى تأثير سلبي على ذكائهم؛ فكلما ازدادت نسبة مشاهدة التلفاز انخفض مستوى تحصيلهم الدراسي، وعندما ننظر إلى طلاب المدرسة، نجد أنَّ بعض التلاميذ الذين لا يؤدون واجباتهم المدرسية، وذلك نتيجة المشاهدة التلفزيونية في كثير من الحالات، إضافة إلى ذلك فإنَّه تحت تأثير المشاهدة المفرطة للتلفاز يصبح بعض الأطفال كسالى.2ـ تغيير سلوكيات الطفل، وزيادة العنف عنده:ممّا لا شكّ فيه أنّ شاشة التلفاز قادرة على تغيير مواقف الطفل ورؤيته للعالم من حوله، وهذا كله يحتِّم على الطفل أن يعيش في حالة قلق دائم واضطراب نفسي عندما يشاهد مناظر عنيفة، فالأطفال الذين يشاهدون التلفاز لأكثر من ساعة في اليوم معرّضون لأنْ يكونوا أكثر عنفاً في المستقبل.3ـ تقليص العلاقات بين الطفل والأسرة:على طبقٍ من ذهب يقدّم الأهل أولادهم إلى وسائل الإعلام، ناسينَ أنّ غالبية البرامج التلفزيونية في عصرنا هذا تقدّم إيحاءات للطفل لا أخلاقية ومنها ما يحضُّ على العنف، متجاهلين أنّ هذا الطفل هو مسؤوليتهم، فهو بحاجة إلى التفاعل المباشر مع والديه وإخوته، ولكنّ التلفاز وقف عقبة في وجه تلك العلاقة الودّية،فالجميع أبصارهم شاخصة نحو التلفاز، وإذا أراد الطفل أن يتكلم، قام الجميع بإسكاته وأحياناً بضربه، وذلك لمتابعة المشاهدة.ومن هذا المنطلق يتوجّب على الأب والأم تحمّل المسؤولية أكثر، ولا بدّ من الجلوس اليومي مع الطفل ومناقشته وسماعه وتوجيهه واللعب معه ومتابعته دراسياً، وإن كان ولا بدّ أراد الطفل مشاهدة التلفاز فذلك تحت رعاية الأهل أنفسهم، وانتقاء البرنامج الصحيح له، ولمدّةٍ محدودة ومدروسة على أمل بناء جيلٍ ذي توجه تربوي وخلقي سليم.سالي الخطيب