بعد سبع سنوات على الثورة السورية وتشريد ملايين السوريين وقتل مئات الآلاف وموت البعض جوعاً ومرضاً، تحاول بعض الدول ترشيد تقديم المعونات للمحتاجين الحقيقيين، بدلا من تمريرها على سلسلة من المنتفعين الذين جمع بعضهم الثروات الطائلة على حساب جوع وآلام وأحزان اللاجئين.
تعترف وزارة التنمية الدولية ضمنا بخطأ طريقة تقديمها المعونات للاجئين السوريين، والحجم الكبير من الهدر كان يقع من خلال الأموال التي كانت تقتطع من المعونات لصالح القائمين عليها في الداخل السوري ودول الجوار، وكذلك الفساد المستفحل في هذه الجهات.
لتصل أخيرا أن الطريقة المثلى لتقديم المساعدة هي التحويلات المالية الشخصية عن طريق الشيكات التي تعمل ببصمة اليد ولذلك سيتم تقديم المزيد من المال مباشرة لفقراء العالم من خلال المصارف، كجزء من محاولات وزارة التنمية الدولية للحفاظ على كرامة اللاجئين، وللحد من الهدر والفساد.
وقال المنتقدون: إن تسليم الأموال مباشرة للفقراء بهذا الشكل ما هو إلا تصدير فعال للمشكلة، لكن الوزراء قالوا: إنهم يريدون توسيع النظام.
لكن بيني موردانت وزيرة التنمية العالمية قالت: “إن توزيع المال بهذه الطريقة مهم للغاية للمصلحة البريطانية لأنها تحدُّ من البيروقراطية والهدر”.
ويتم توزيع 10.6% من أموال الإعانات الإنسانية بهذه الطريقة، وينظر المسؤولون بزيادة الدفعات المالية المقدمة.
ويقول خبراء عالميون: إن من المحتمل أن يتم إيصال 40% من المعونات بهذه الطريقة.
ويتم تسليم بطاقات الشحن للاجئين وهم بدورهم يستخدمونها لسحب المبالغ الممنوحة من خلال الصرافات الآلية، واللاجئون السوريون في لبنان سيكونون أول المستفيدين من الدفعات الجديدة.
وقالت السيدة موردانت: “ستقدم المعونات الإنسانية البريطانية لعائلات اللاجئين السوريين لتسمح لهم بشراء الاحتياجات الأساسية، ويحفظ دعمنا لهم كرامتهم، بحيث يتمكنون من تحسين أوضاعهم المتدهورة، والنتائج ملحوظة، فنحن نعمل على تقوية اللاجئين لتطوير حياتهم ومساعدتهم على وقف عمالة الأطفال، بحيث تحصل هذه الفئة الضعيفة منهم على حقها في التعليم”.
ويعمل نظام التحويلات المالية هذا في دول كينيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي وباكستان.
وقالت المتحدثة باسم وزارة التنمية الدولية: “تقدم بريطانيا معونات أساسية للاجئين السوريين الأكثر ضعفا الذين أُجبروا على ترك بيوتهم، ويكافحون للبقاء على قيد الحياة في خضم الصراع الوحشي الذي يدخل عامه الثامن، ويمكن أن ينتشل دعمنا البعض من الموت إلى الحياة، وتقدم المعونات المالية للمحتاجين في الوقت المناسب، ونعمل على زيادة الدفعات المالية من خلال تقليل البيروقراطية المفرطة، وتجنب الازدواجية في الحصول على المعونة من الوكالات المختلفة والتقليل من الهدر، والشيكات المالية التي نستخدمها قوية وتتضمن تقنية البصمة، ولا يمكن خداعها، وهكذا يذهب كل فلس من بريطانيا إلى مستحقه”.
وأضاف مصدر: إن المفوضية المستقلة لمساعدة اللاجئين استحسنت قيام وزارة التنمية الدولية بتوسيع استخدام التحويلات المالية، نظراً لفاعليتها ونجاحها الذي تجلى في برامج عديدة.
فقد أثبتت الأدلة أن التحويلات المالية الإلكترونية أكثر شفافية وأمانا من السرقة والانحرافات والفساد.
ووجد المكتب الوطني لمراجعة الحسابات في بريطانيا في سنة 2011 أن التحويلات المالية تتيح التقليل من مخاطر الاحتيال وزيادة الشفافية والمرونة للمستفيدين.
الكاتب: كريستوفر هوب؛ كبير المراسلين السياسيين
صحيفة: ديلي تليغراف البريطانية
رابط المقال الأصلي: