لم يستطع النظام السوري بكيانه الوهمي الهش مواجهة الموقف الذي تحاشاه لعشرات الأعوام،
فالمخاوف أصحبت حقيقة عرَّت هزالته وضعف قوته.
لم يشأ أن يتخلى عن بقايا إرث والده، فاستعان بالدول الطامعة في أرضنا وثرواتنا وتاريخنا، وباعها جميعا، ليبقى سيد كرسيه العاجي الذي أعماه عن كل ما حوله.
فالرقعة الصغيرة من بقايا آماله في الأرض التي تحمل كرسيه اليوم هشة ضعيفة، مازال يلهث في رحلة البحث عن بقاياه، فلا شمس تشرق على أوكار الغدر، ولا نور يطل على زراديب الخيانة.
المطامع لمكاسب غير شرعية تعمي القلب والعين والبصيرة، تبيح جميع الوسائل غير المشروعة في سبيل الوصول للغاية الدنيئة، فالقتل مشروع، والسلب والخيانة والابتزاز والتعذيب كلها مشرَّعة، حتى العصابات المنتشرة بمساعدتهم باتت مشروعة.
تنظيم الدولة الإسلامية شكلٌ من أشكال العصابات التي لاقت دعماً لانتشارها لتساعد في إنهاء الموقف المخزي للنظام السوري المجرم، فانتشرت في المدن السورية وعاثت فيها فساداً وأقامت الولايات والامارات،
فكان القتل بقطع الرؤوس أولى صلاحياتها المكتسبة لتمارسه بأصحاب الأرض الفعليين
وأصحاب المدن التي شردوا أهلها ودمروا بناها التحتية، وغيروا ملامحها.
والآن بعد أعوام من تمكن وجود التنظيم في مناطق سورية ينتهي الدور المنوط به، وتعلن روسيا ولية نعمة النظام السوري الحالية بانتهاء وجود التنظيم مع اقتراب نهاية العام، وتباشر خساراته في المناطق السورية وانسحاباته السريعة تشهدها المناطق التي سيطر عليها التنظيم ليشغلها النظام ومليشياته وأعوانه، فالرقة ودير الزور آخر معقلين قويين له، شهدا انسحاباً كبيراً وسريعاً للتنظيم.
إنَّ نهايات سيطرته قد لا تعني نهايته حتما، فمطامع التنظيم لن تنتهي بشارع أو منطقة أو مدينة، هناك مخطَّاطات قد تكون قابعة خلف ستار استعراضي للمشاهد الفجائية، فإلى أين سيتجه التنظيم؟ وماذا ينتظر سورية في غدٍ لاهث للحرية؟