يعاني العرب في المنطقة الشرقية اليوم من الاعتداءات التي تمارسها المليشيات الكردية من حرق وهدم لبيوتهم، وتهجيرهم من قراهم بحجة أن هذه الأراضي هي ملك للأكراد، يترافق ذلك مع كم كبير من الإجرام الذي وثقته غير جهة سواء محلية أم دولية، إضافة لذلك فقد عانى الأخوة الأكراد وغيرهم من تهجير مماثل قامت به عصابات البغدادي في المناطق التي سيطرت عليها. وقبلها ما كان يفعله النظام ومازال من تهجير طال معظم مناطق حمص التي تقع تحت سيطرته، ومناطق أخرى في الساحل السوري وفي العاصمة دمشق وغيرها، حيث تتغير الخريطة السورية ديموغرافياً بشكل كبير حتى تظن أن مئات من السنوات قد مرت على هذه البلاد حتى تغيرت بهذا الشكل، وليست بضعة سنوات فقط، ولكن ما رافقها هو جريمة منظمة يراقبها العالم بعينين معصوبتين وأذنين مصلومتين، لا يهمه إلا أن تراق مزيد من الدماء بين أبناء البلد الواحد .ما يعنيني في هذه العجالة ليس حجم الجريمة الكبيرة، وإنّما ما بدأت تستثيره هذه الجرائم من دعوى عرقية بغيضة بين العرب والأكراد، وكأن كل عرق هو المسؤول عن الجريمة التي تمس العرق الأخر، بينما المجرمون مستمرون بجريمتهم يغذيها جهلنا وجاهليتنا جميعاً .إن من يقوم بهذه الجرائم هي مليشيات كردية نعرفها جميعاً، وليس الاخوة الأكراد الذين ذاقوا الأمرين من هذه المليشيات كما يذوق العرب اليوم، كما أن من يؤذي الأكراد وغيرهم هم عصابات البغدادي وليسوا العرب كما يفسر بعض الحاقدين من دعاة الفتنة .الجريمة لاعرق لها ولا دين، فهي تنتسب للمجرم فقط .. فإيانا أن نعود لجاهليتنا بعد الهداية ، “دعوها فإنها منتنة” . المدير العام / أحمد وديع العبسي