يجب أن يعاد التفكير كلياً بكلمة ثورة فالفكرة الجديدة للثورة ليست فكرة وعد ولا إنجاز ، وهي لم تعد الكلمة “الحل” إنها الكلمة “المسألة”.بهذه الكلمات يلخص الكاتب الفرنسي أدغار موران نظرته لمعنى الثورة، ليحضّ الشعب على تحمل مسؤوليته في كل مرحلة، بعيداً عن انتظار لحلول لن تأتي، بل تتم صناعتها في خضم العمل الثوري المتواصل والذي لا ينتهي بمجرد النصر وإنما يستمر حتى تحقيق نهضة حقيقية .نعم، إنها الكلمة المسألة، إنها ما يحتاج لعمل دؤوب لا ينقطع إذا أردنا أن نصنع نصراً حقيقياً، وإلا فإننا سنعيد صناعة طغيان جديد باسم التضحية، تستأثر به فئة قليلة من مدعي الثورة.علينا أن نملأ جميع الأماكن، وأن نكون حاضرين في كل ميادين القتال إن صح التعبير، السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية حتى، إن كنا نريد أن نحقق تغييراً حقيقاً . وإلا فإننا سنستمر بالدوران في حلقة مفرغة لخمس سنوات قادمة دون جدوى .إن الثورة ليست مسؤولية فئة دون أخرى، ليست مسؤولية نخبوية، إنها تحدد مصير شعب كامل وربما أمة كاملة، لذلك فهي مسؤولية الجميع، علينا أن نتحمل المسؤولية تجاه القضية التي آمنا بها ولن ينفع التعب هنا أو الملل أو الضجر أو التفكير بالمصلحة الفردية، إن شيء من هذا القبيل سيجعل الهزيمة أقرب لأرواحنا، وسيجعلنا خارج دائرة الصراع الذي يحدد به مصيرنا لقرون قادمة .إن أهم ما في الثورة هي القيم التي تحملها، تلك القيم التي تجعلنا نؤمن أنها تستحق التضحية، والحفاظ على هذه القيم، لا يكون بطرحها كشعارات جوفاء لا قيمة لها، وإنما بممارستها على الرغم من القهر والألم الذي يعصف بنا، إنها تعني تماماً كيف يمكن أن تتضور جوعاً لكي تطعم محتاجاً والابتسامة تملأ وجهك .”لم نعد بحاجة إلى يقين النصر لنتابع النضال، فالحقائق الملحة تستغني عن النصر وتقاوم من أجل المقاومة” المدير العام / أحمد وديع العبسي