عبد العزيز العباس |
بعد أن نجحت السلطات المصرية بإحباط تفجير قنبلة في فندق، تبحث السلطات المصرية عن الجاني فتجد فقط اسمه الثلاثي وهو آدم محمد عبد الرحمن، لكنّ هذا الاسم يتشارك في حمله 8 أشخاص، بعد البحث والتحري تنحصر دائرة الشك في شخصين اثنين يحملان الاسم نفسه، أحدهما يعمل رئيس حسابات شركة M M group والآخر لا يُعرف عنه إلّا أنّه سافر إلى الإمارات ثم عاد إلى مصر وهو يعيش من مالٍ ورثه عن أبيه، تلقي مباحث أمن الدولة القبض على الشخص الذي يعمل في شركة M M group وتقتاده إلى المعتقل فقط بسبب تشابه اسمه مع اسم المشتبه به.
تحاول مباحث أمن الدولة إجبار آدم الاعتراف بمحاولة التفجير بالتعذيب والتهديد، لكن بعد رفضه الاعتراف يقوم الرائد حسن باغتصابه واغتصاب زوجته بتول أمام عينيه، وهو مقيد تموت زوجته بتول لأنّها مريضة بالقلب، ثم يُلقى بها في أحد مكبّات القمامة ملفوفةً بكيس كبير، ينهار آدم وينقل إثرها إلى مشفى للعلاج النفسي.
هكذا بدأت رواية (الجزار) للكاتب المصري حسن الجندي، رواية تتحدث عن الظلم والقهر والفساد والعذاب باسم حماية الوطن، وماذا ينفع أمن الوطن إذا كان المواطن تنتهك حقوقه ويعامل كالكلب أو كحيوان؟! التهمة جاهزة دائمًا الخيانة أو العمالة أو التعامل مع المحتل الأجنبي. تتحدث الرواية عن تحويل الإنسان إلى وحش جزار مجرم يقوم بتقطيع ضحاياه وطبخ أعضائهم.
بعد نقل رامي إلى المشفى، يرفض زيارة أهله وأقاربه، فقط شخص واحد كان يزوره كل ثلاثاء، حتى وقت خروجه تبدأ سلسلة جرائم يروح ضحيتها كل الذين شاركوا في اعتقال آدم وتعذيبه إلا شخص واحد هو الرائد حسن لم يمت لكنّ سامح المخبر السري في أمن الدولة، يُنصب كميناً لآدم بالاتفاق مع الرائد حسن لكنّ ما اكتشفه كان صادماً لم يكن قاتل الضحايا الجزار هو آدم بل هو الرائد حسن، كيف قام الرائد حسن بقتل أصدقائه ولماذا؟
كان الرائد حسن هو الشخص الذي يزور آدم في المشفى كل ثلاثاء، لكنّ آدم يستطيع السيطرة على عقل الرائد حسن باستخدام مادة أميثال الصوديوم، وهي مادة كان يستخدمها الألمان في الحرب العالمية الثانية لانتزاع الاعترافات من المسجونين، وهي مادة تؤثر على وعي المتلقي وتجعله يقول الحقيقة ولا يكذب، وقد تجعله يؤمن بقضية ما ويقوم بتنفيذها بدون وعي، كان الرائد حسن هو الجلاد والضحية، هو القاتل والمقتول في الوقت نفسه.
هذه الرواية بحق حزينة جداً لكنّها تحكي عن واقع مخفي يعايشه كثير من الناس في أي دولة في العالم وخاصةً في العالم العربي عن خفايا مباحث أمن الدولة والمخابرات وما يدور في هذه الأروقة، تدور أحداث الرواية لكنّها ما كانت لتظهر على السطح وتنكشف على حقيقتها لولا دور الصحفي سالم الذي يعمل في صحيفة معارضة، استطاع هذا الصحفي بكشف عالم خفي وجريمة غامضة نائمة راحت ضحيتها عائلة كاملة، أب تحول إلى مجنون مجرم جزار وأم اغتصبت وماتت وبنت رضيعة ماتت بعد فترة من موت والدتها.
الجزار رواية للكاتب المصري حسن الجندي وهو كاتب مختص بأدب الرعب مثل الكاتبة أغاثا كريستي وحسن الجندي كاتب شاب غيّرت رواياته وقصصه مفاهيم كثيرة لعقول الشباب اقترن اسمه بعالم الجن والعفاريت والمخطوطات السرية القديمة والقتلة النفسيين وعالم الرعب، ومن أهم رواياته بالإضافة إلى رواية الجزار رواية مخطوطة ابن إسحاق، وهي تقع في 3 أجزاء تنتمي إلى نمط روايات أنتيخريستوس للكاتب المصري أحمد خالد مصطفى.
من ميزات الرواية حبكتها والنهاية المفاجئة والتشويق الذي يشد المستمع ليعرف ماذا سوف يحصل في الفصل التالي خاصةً بعد بداية سلسلة الجرائم الغامضة.