هاجم بشار الجعفري مندوب النظام السوري خلال جلسة خاصة حيال مايجري في منطقة خفض التصعيد عقدت في الأمم المتحدة، الدول التي تدعم المعارضة السورية وعلى رأسهم تركيا التي وصفها بالمحتل لأراض سورية، ووجودها غير شرعي، غاضاً النظر عن الوجود الأمريكي شرق الفرات.
ويبدو أن اجتماع قادة عسكريين في سبيل توحيد الصفوف وصد العدوان الروسي الذي نجم عنه خسائر ضخمة لروسيا والنظام السوري، جعل الجعفري يتهم تركيا بتنظيم الاجتماع لقادة الفصائل العسكرية في الداخل المحرر، وربط اجتماع الفصائل (أحرار الشام، وجيش العزة، وصقور الشام، وجيش الأحرار مع هئية فتح الشام) بأنه عودة للإرهاب ونفي لما يسمى المعارضة المعتدلة التي يرتضيها النظام.
فكيف يشارك بالاجتماع فصائل حضرت اجتماع أستانة والزمت بعدم الوقوف إلى جانب هيئة تحرير الشام التي تسيطر على إدلب؟ وأضاف: “ولكن المخابرات التركية هي التي ساهمت ودعت لهذا الاجتماع برئاسة أبو محمد الجولاني.” وأخرج صورة تجمع من حضر الاجتماع.
ودعا الفصائل الملزمة بأستانة لاحترام الاتفاق وعدم المحاربة في إدلب، متناسياً بأن النظام، ولمدة تجاوزت ست أشهر، كان يخرق وقف إطلاق النار بشكل يومي عبر قصف القرى المجاورة لمناطق نفوذه.
وعاد ليغني بأن دولة سورية تسعى لمحاربة التنظيمات السورية الإرهابية التي تتخذ من المواطنين في إدلب دروعاً بشرية وتمنعهم، على حد زعمه، من الخروج من إدلب.
واعتبر أن الوجود العسكري التركي في الأراضي السورية هو بمنزلة احتلال، وسيتم التعامل معه على هذا الأساس، وعلى مجلس الأمن أن يتحرك فورًا لوقف ممارسات تركيا الهادفة لإحداث تغيير ديموغرافي في مناطق سيطرتها.
ولم ينسَ الجعفري أن يوجه الدفة لصالحه، فبدأ يتسول من مكتب الأوتشا عبر مهاجمته تارة، حيث قال: “يجب أن يكف عن تضمين تقارير ادعاءات باطلة تروج لها مكاتب المنظمات الإنسانية في غازي عينتاب وفي الأوتشا أيضاً، فالكل متحامل على سورية.”
وعبر طلب معونة تارة أخرى، ويجب وضع الأمم المتحدة بصورة الوضع المعيشي والإنساني الصعب في سورية.
تخوف سورية وحلفائها من تبعات توحيد الفصائل لصفوفها وخسائرها الكبيرة في ريفي إدلب وحماة، جعل الجعفري بين مد وجزر، فحيناً يهاجم وحيناً يطالب الأمم المتحدة بالمساعدة، فالواقع على الأرض إن استمر سيضطر النظام لاستخدام أسلحة محرمة دوليا، وربما توجيه ضربات قاصمة ل، لذا سعى الجعفري كعادته لتغيير مسار الجلسة التي كانت حول الوضع الكارثي والإنساني للمهجرين بسبب اقتحام القوات الروسية والسورية لأراض تقع ضمن منطقة خفض التصعيد التي لم يلتزم بها النظام الاسدي.