بدأت ميليشيات الأسد حملتها العسكرية على درعا بالتزامن مع تصريحات أمريكية تحذر من خرق اتفاق خفض التصعيد في جنوبي غربي سورية، فيما دعت الأردن التي أغلقت حدودها مع المناطق المحررة للحفاظ على هدوء المنطقة بالتزامن مع زيارة يجريها الملك الأردني للولايات المتحدة التقى فيها كل من وزير الخارجية بومبيو والدفاع ماتيس.
إن اشتعال الجبهات الجنوبية دون تنفيذ المطالب الإقليمية والدولية له دلالات مختلفة، فمن جانب انطلاق المعركة لم تتقيد موسكو بالمطالب الإسرائيلية بخصوص الوجود الإيراني قرب حدودها، بل تناقلت وسائل الإعلام مشاركة لواء الباقر العراقي في معارك الجنوب، وأظهر فيديو تداوله نشطاء لجثة قتيل من ميليشيا حزب الله اللبناني الأمر الذي يؤكد فشل التفاهمات بين الأطراف مما دعاها لمحاولة فرض واقع ميداني من باب الضغط وجس النبض وتحديدًا المحور الروسي وحلفاؤه، فالروس ومن خلفهم النظام أطلقوا حملة إعلامية عن حملتهم في الجنوب وفتحوا قنوات اتصال مع الدول المعنية بالجنوب السوري بهدف تحقيق مكاسب سياسية وميدانية بأقل الخسائر على غرار ما حصل في ريف حمص الشمالي وهو ما يسميه الروس ونظام الأسد بالانضمام للمصالحة.
لكن هذه الرغبة اصطدمت بغارات مجهولة مؤخراً رجحت أنها إسرائيلية على الحدود السورية العراقية أدت إلى مقتل عدد من ميليشيات إيران في رسالة واضحة عن عدم الرغبة بالوجود الايراني في سورية مما دفع الإيرانيين للمشاركة مع ميليشياتهم في معركة درعا بشكل علني، في حين كانت تحاول الاقتراب من الحدود الإسرائيلية تحت ستار جيش النظام.
كما أن قاعدة حميميم رغم تهديدها المستمر بضرب المعارضة في درعا لم تتناول تطورات الجنوب السوري سوى بإعلان انضمام أحد الفصائل لمركز المصالحة وهو ما دحضه الناشطون وغرفة العمليات المركزية في محاولة منها لدعم الأسد إعلامياً، كما أنها لم تتحدث مطلقاً على غير عادتها عن مشاركتها في هذه الحملة وهو ما يجعل عمليات الأسد و إيران عبارة عن استعراض لأن محاولة التقدم في المناطق الجنوبية المحررة دون تغطية جوية هو بمنزلة الانتحار لعناصر إيران والأسد.
كما أن التحرك الأمريكي باتجاه المعركة رغم أنه مايزال خجولاً وغامضاً وينتظر على ما يبدو المزيد من التنازلات من الروس أضاف إلى لغة التحذير التي استعملتها الخارجية بنداً جديداً على لسان مندوبتها في مجلس الأمن (هيلي) بضرورة أخذ الروس لدورهم في الضغط على الأسد وحلفائه لمنع خرق اتفاق خفض التصعيد وإلا عليها أن تتحمل عواقب ذلك مع نظام الأسد وهو تهديد ينطوي على إمكانية الاستهداف والرد من قبل الولايات المتحدة على الميليشيات المهاجمة.
هذا وقد كشفت وكالة آكي الإيطالية عن أسلحة نوعية تلقتها المعارضة في الجنوب السوري من بينها صواريخ تاو الأمريكية من الجيل الثاني التي يصل مداها إلى 8 كيلو متر وهي قادرة على إسقاط طائرات مروحية، وهو مؤشر جديد على إعادة تفعيل دعم الموك لفصائل المعارضة التي شكلت غرفة عمليات مشتركة استعدادًا للمواجهة.