في خضم التشكيلات المتعددة -والتي لا نلبث ونسمع بتشكيل فصيل جديد أو اتحاد جديد-وإلى الآن لم تصبو هذه التشكيلات إلى طموح الشعب السوري الثائر بتشكيل جيش سوري موّحد يتبع لقيادة وغرفة عمليات واحدة-ظهر في بلدات الريف الغربي ما يسمى بالجيش الرديف.
وفي لقاء لجريدة حبر مع أحد أعضاء اللجنة القائمة عليه، والمؤلفة من خمسة أشخاص، عرّف لنا الجيش الرديف بأنَّه: فكرة المقاومة الشعبية، باعتبار المجاهدين على الجبهات يعانون من نقص شديد على صعيد العنصر البشري، وذلك ضمن منطقة الريف الغربي لمدينة حلب، والتي أصبحت مستهدفة من قبل وحدات الحماية الكردية، و النظام في الريف الجنوبي، فربَّما الكثير من الناس ليس لديه القدرة على الانتماء للفصائل، وهو يريد أن يكون له دور في الجهاد، أو له عمل ولا يستطيع أن يلتزم بوقت معين، من هنا ظهرت فكرة الجيش الرديف، أي يردف المجاهدين على الجبهات، فيمكن اعتباره خط ثانٍ.
وحدّثنا بأنَّ هذه المبادرة انطلقت من أئمة المساجد بالتعاون مع الأوقاف، حيث عُرضت على المنابر، وتمَّ تسجيل الشبَّان في كلِّ مسجد، وتدرَّبوا في المسجد نفسه، وذلك من خلال إقامة الدروس النظرية، والإعداد الإيماني والعقائدي، وتعريفهم بأعدائنا ومخططاتهم وصفاتهم، وأحكام الجهاد، وكلُّ ذلك وفق منهج تمَّ إعداده، وقد تدرَّبوا أيضا على السلاح الفردي بأنواعه، والتكتيك العسكري، وذلك بإشراف مدربين مؤهلين من قبل الفصائل، دون أن يُحسب ذلك على أي فصيل.
أمَّا عن الأعداد المنتسبة: فأخبرنا بأنَّ المشروع الآن بدأ بعددٍ قليلٍ من القرى، حيث يقترب عدد المتطوعين من 250 متطوع، وهذا المشروع لا يخصُّ منطقة معينة، فيمكن أن تقوم به أي قرية وأي منطقة بهذا العمل، من خلال الالتزام بدروس المسجد وفق مجموعات، بعد تحديد الوقت المناسب لكل شخص، وإنَّ معظم المنضمين لا ينقصهم التدريب على السلاح الفردي، ولكن ما ينقصهم خطط القتال، أو ما يسمى دروس التكتيك، فهذه نعمل على إعطائها نظريا ضمن المسجد، وتكون على أرض الواقع خارج المسجد، ويتم تنظيمها وفقاً للوقت المناسب لكل شخص.
وأضاف: بأنَّ الأعمال التي تمَّ إنجازها حتى اللحظة هي دروس الإعداد، ودروس اللياقة البدنية، ودروس التدريب على السلاح الفردي، وبعض دروس التكتيك، وعندما تطرقنا في حديثنا إلى الأعمال المستقبلية قال: سيكون هناك مميزين من بين المسجلين، فيمكن ترشيح عدد منهم لحضور دورات عسكرية مغلقة، والبعض الآخر سيتمم دوراته بحضور دورات تخصصية، ومن أراد التطوع والخروج إلى الجبهات إن قرر ذلك فهذا شأنه أينما يريد يذهب، فنحن علينا التأهيل، وبعدها أينما يريد يذهب، وفي حال استشارنا فنحن نقدم له المشورة.
وفي سؤالنا له حول تعدد التشكيلات، وأنه تشكيل جديد يضاف إلى باقي التشكيلات التي سبقته أجابنا: بأنَّ هذا ليس تشكيل خاص، إنما اسمه “جيش رديف” فليس له أي انتماء فصائلي، ورفض أن يكون له انتماء فصائلي، كيلا يعزز الانقسام، فهو بهذه التسمية يردف جميع الفصائل.
أمَّا عن موضوع دعم الجيش الرديف أخبرنا: بأنَّ هناك استجابات خاصة للدعم بالسلاح والذخيرة، وإلى الآن لم نقم بجمع تبرعات، وكما حدثتكم هو ليس كيان مستقل، إنَّما هو عبارة عن دورات مستمرة للتدريب والتأهيل، والجيش الرديف ليس من اختصاصه القتال فقط، فثمَّة مجموعات يتمُّ تدريبها وتأهيلها، لتقوم بدور الدفاع المدني والإسعافات الأولية بالتعاون مع أكاديمية طب الطوارئ.
وأكّد لنا في النهاية: بأنَّ هذه التجربة، والتي يعتقد بأنّه يتم العمل عليها في مدينة حلب بمسمى آخر ليس لها انتماء فصائلي، فهذا الجهاد يخصّ الأمّة ولا يخص فصيلا معينا، وقلنا للناس: من لا يستطيع أن يجاهد بنفسه، فليجاهد بماله بتجهيز غازي، أو يخلف أهله بخير، المهم أن يكون لك مشاركة، لأنَّك ستسأل أمام الله ماذا قدمت، فليست القضية التأمين على الذات أو الهروب أمام هذا الزحف، لتبقى لاجئا على الحدود وتشعر بالمذلة.
مُت في أرضك، ولتدفن في بلدك، أفضل من أن تتحول إلى لاجئ ذليل.