بقلم : رئيس التحريرإن من سنن الله في هذه الدنيا أن يبقى الباطل متربصًا بالحق وأهله، عاملًا على محوه وإزالته واقتلاعه من جذوره، مستهدفًا إياه بالمكر والأذى والخديعة، عازمًا على الإفساد لا يثنيه في سبيل ذلك شيء، وهذه الحقيقة يجب أن تكون حاضرة في ذهن الأمة وفي أذهان أبنائها من الذين فتح الله على أيديهم مساحات واسعة من بلاد الشام، ليعملوا على قطع دابر النظام- الباطل، وتحصين مواقعهم والعمل على حمايتها والحذر من أي هجوم عكسي مفاجئ أو ردة فعل غير متوقعة، وقد نبهنا ربنا سبحانه وتعالى على ضرورة أخذ الحيطة والحذر فقال: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُم..ْ(المائدة 71فطبيعة الصراع مع عدونا الصائل الفاجر الذي يدين بدين الشيعة القائم على الغدر والخيانة والتقية تستلزم جماعات مقاتلة تعيد التوازن إلى نفوسها ساعة إعلان النفير وتحافظ على هدوئها ويقظة تفكيرها وتستعد لكل مرحلة صعبة متوقعة، ولا شكَّ أنَّ الحذر صفة يجب أن تطغى على جميع صفات المقاتلين الأخرى ساعة إعلان النصر واندحار العدو، وهي تعني التنبه المستمر ومراقبة مجريات الأحداث بعين بصيرة خبيرة، ومراقبة العدو ودراسة تحركاته والتعرف إلى السياسات التي تحركه ويعتمد عليها، وهي وسيلة وقائية مهمة، وعملية تخطيط وتجهيز لما يتوقع، وعملية تضمن الحفاظ على المكتسبات التي حققها المجاهدون وبذلوا من أجلها النفوس والأموال.ولا يكون الحذر من العدو الظاهر المتمثل بالنظام فحسب، بل هناك منافقون لأدوارهم متقنون وعملاء مأجورون حملوا السلاح ليستعرضوه أمام الناس، وفتحوا البيوت ليسرقوها، وشكلوا الألوية ليستجدوا بها الدولار، ونذروا حياتهم للدخان والحبوب المخدرة وو..، فيجب أخذ الحيطة من هؤلاء لأن مهمتهم ضرب الثورة من الداخل وتشويهها وبث روح الوهن ومرض التفرقة وشعار الهزيمة.ويجب ألا يتحول الحذر إلى عائق يقف عثرة أمام التقدم لتحقيق انتصارات أخرى، وألا يصير وسوسات تتعب المقاتلين وتثبط عزائمهم وتضعف قدراتهم، فالحذر وعي وعمل، وجهد وجهاد ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا(المائدة 71