عبد الحميد حاج محمد |
أسبوع على اندلاع الحرائق في ريفي اللاذقية وحماة، وامتدادها على مساحات واسعة من المحميات والغابات الحراجية في مناطق مختلفة بريف اللاذقية الشمالي وحماة الشمالي.
لم يقتصر تأثير تلك الحرائق على الأراضي والغابات الواقعة ضمن سيطرة نظام الأسد، فقد امتد تأثير النيران بفعل حركة الرياح إلى الغابات والأحراج الواقعة في المناطق المحررة، وذلك بريف إدلب الغربي.
وبحسب عضو المكتب الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في إدلب (فراس الخليفة)، فإن الحرائق امتدت إلى ريف (جسر الشغور الغربي)، قادمة من الحرائق المندلعة في ريف اللاذقية الشمالي وريف حماة الغربي.
وكانت النيران قد امتدت حتى وصلت إلى عدة مناطق هي (الكبينة، والشيخ سنديان، والسرمانية) بريف اللاذقية الشمالي، و(كفردين، وحلوز والعالية) بريف إدلب الغربي.
ووفق (خليفة) فإن “الطيران الروسي قد تسبب باندلاع جزء من تلك الحرائق، حيث استهدف يوم الأربعاء الفائت بالصواريخ منطقتي (العالية، وكفردين) بريف جسر الشغور.
وتبلغ مسافة الحرائق المشتعلة غرب (جسر الشغور) ما يقارب 4 كم، التهمت مساحة تقدر بـ 2500 دونم من الأراضي بشكل كامل حتى اللحظة، وفق الدفاع المدني.
تسعى فرق الدفاع المدني بكامل طاقتها على إنهاء وإخماد الحرائق المشتعلة، وبحسب (خليفة)، فإنه يشارك في عملية الإطفاء ٣٦ فرقة من الدفاع المدني، أي ما يقارب ١٥٠ عنصرًا من متطوعي الدفاع المدني، يعملون لإخماد الحرائق.
وقد تواجه فرق الدفاع المدني العديد من الصعوبات والعوائق في عمليات الإطفاء، كون الحريق ممتد بشكل كبير، وأهم العوائق هي وعورة المنطقة وصعوبة الوصول إليها والتنقل فيها، كذلك قرب الحرائق ومصادرها من خطوط التماس مع قوات النظام في ريف اللاذقية الشمالي، الأمر الذي يثير الخوف.
وبحسب (الخليفة) فإن أكثر ما يدعو للقلق أن المنطقة شديدة الاستهداف من قبل النظام، إذ تتعرض للقصف المدفعي بشكل متواصل، وقد زاد الأمر خطورة وجود قنابل عنقودية غير منفجرة في أماكن اندلاع الحرائق، وقد انفجر العديد منها أثناء عمل فرق الدفاع المدني في المنطقة.
وتمكنت فرق الدفاع المدني من السيطرة بنسبة ٨٠ % على الحرائق المندلعة في المنطقة، وتواصل إرسال فرق الإطفاء من جميع المراكز الموزعة في شمال غرب سورية للمساعدة في عمليات الإطفاء بريف إدلب الغربي.
ويضيف (خليفة) أنه “خلال فترة قصيرة يتم إيقاف تمدد الحرائق بإذن الله، لكن من المتوقع إن بقي الحريق على المسير نفسه أن يصل إلى المناطق المأهولة بالسكان والمخيمات كونها منطقة أحراش حراجية ملاصقة لبعضها البعض.”
وعن تجهيزات الدفاع المدني يقول (خليفة): “إن الدفاع المدني استنفر جميع متطوعيه وآلياته من أجل الوقوف بوجه النيران والحرائق، حيث وصلت النيران على مقربة من المناطق المأهولة بالسكان، وتبعد حاليًا ما يقارب 7كم أو أقل من المناطق السكنية.”
وكان نظام الأسد قد فقد السيطرة على الحرائق الممتدة في مناطق سيطرته، التي تحدثت عدة تقارير ومصادر عن أنها حرائق مفتعلة بغية الاستفادة من حطب الأشجار المحترقة وفحمها.
وقد تحدث مصدر عسكري لصحيفة حبر أن سبب الحرائق يعود إلى سوء تخطيط من قوات الأسد، حيث قامت باستهداف جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي بقذائف المدفعية، الأمر الذي أدى إلى اندلاع حريق في مناطق سيطرة فصائل الثوار، إلا أن مجرى الرياح أعاد الحريق إلى منطقة سيطرة نظام الأسد.
وأبدى نظام الأسد عدم الجدية بإطفاء الحرائق، وظهر ذلك من خلال الاقتصار على عمليات الإطفاء الأرضية من خلال رش التراب بالرفش اليدوي (الكريك)، الأمر الذي أثار غضب مواليه لاستهتاره بالغابات التي عمرها مئات السنين.
يذكر أن المناطق المحررة شهدت هذا العام الكثير من الحرائق، وبحسب ما وثقته فرق الدفاع المدني، فإنه اندلع ٢١٧٩ حريقًا، وقد تم إخمادها جميعًا من قبل فرق الدفاع المدني بمناطق شمال غرب سورية، وأدت لإصابة ٨٠ مدنيًا بينهم١٢ امرأة، و٣٦ طفلًا، وتسببت بوفاة 8 مدنيين، أغلبهم في المخيمات، بحسب الدفاع المدني.