دعاء عبد الله |
شهدت الأراضي الزراعية والمخيمات المنتشرة في الشمال السوري عشرات الحرائق خلال الأيام القليلة الماضية، أدت إلى تشكيل عامل ضغط جديد زاد من معاناة المزارعين وسكان المخيمات.
وشهدت (معارة النعسان) في ريف إدلب حريقًا زراعيًا، بالإضافة إلى أربعة حرائق خلال 24 ساعة ريف حلب الشرقي في كل من (جرابلس، والباب، وقباسين) التي شهدت حريقين استغرقت فرق الدفاع المدني ثلاث ساعات لإطفائها، بالإضافة إلى عدد من الحرائق الأخرى التي التهمت أراضي المزارعين نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
وإلى المخيمات التي شهدت مأساة جديدة نتيجة الحرائق التي تركزت بشكل أساسي في ريف إدلب الشمالي، حيث شهد مخيم في (ترمانين) ومخيمات (دير حسان) ومخيم في (كفريحمول) بريف إدلب الشمالي عدة حرائق، بالإضافة إلى احتراق أربع خيام لنازحين في مخيم (السلام) قرب قرية (الشيخ يوسف) غرب إدلب، كما احترقت خيمة بمخيم (شام) ضمن مخيمات (الزوف) غرب إدلب أيضًا.
(إبراهيم أبو الليث) مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني السوري بحلب قال لحبر: “خلال شهر واحد تم تسجيل ثلاث عمليات إخماد حرائق داخل المخيمات نتيجة الاستعمال الخاطئ لوسائل التدفئة في مخيمات ريف حلب الشمالي، ومخيم (دير حسان، وترمانين).”
وعن جهود الدفاع المدني في التوعية والحد من الحرائق قال (أبو الليث): “إن فرق الدفاع المدني تعمل على توزيع برشورات ولصق بوسترات للتوعية من خطر الحرائق داخل الخيم، بالإضافة إلى جلسات توعية يقيمها الدفاع المدني داخل المخيمات، ولا ننسى وجود أرقام الطوارئ في كل مركز تابع لنا وجهوزيتنا الدائمة لتلبية النداء عبر القبضات اللاسلكية.”
ونقلاً عن مدير الدفاع المدني في إدلب (مصطفى الحاج يوسف)، فإن “أهم الصعوبات التي تواجه فرق الدفاع المدني هي عدد المخيمات الكبير، ووجود مخيمات عشوائية، وعدم وجود طرقات تسمح بوصول سيارات الإطفاء للمخيمات، وهذا يؤخر الوصول إلى الحريق، لاسيما إذا كانت في عمق المخيم.”
من جهته صرح مدير فريق منسقي استجابة سورية السيد (محمد حلاج) لحبر: “تم توثيق 15 حالة حروق وتسمم خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، ويعود ذلك إلى مادة القماش أو عوازل البلاستيك، التي تؤدي إلى احتباس الهواء، وربما انفجار جرة غاز أو خطأ من طفل يؤدي إلى اشتعال النيران داخل الخيمة.”
وشدد (حلاج) على ضرورة الحذر؛ لأن كل منطقة زراعية أو منطقة مخيمات عرضة للحرائق، وفي الفترة الماضية كانت منطقة (أطمة) الأكثر تضررًا، حيث شب حريق في مخيم (الصدقة) كانت أضراره كارثية.
بدوره شدد الدكتور (مهيب قدور) مختص الجراحة التجميلية وفي الحروق واختلاطاتها، على ضرورة الانتباه إلى مواقد الغاز الأرضي، وإبعادها مسافة أمان تتجاوز المترين على الأقل عن جدار الخيمة القابل للاشتعال.
وحذر من تخزين الوقود السائل (زجاجات بنزين أو مازوت) وعدم غلي الشاي مع السكر؛ لأنه يصبح مثل الزيت المغلي ويسبب حروقًا من الدرجة الثالثة، وإعادة زيت القلي فور الانتهاء منه إلى علبة الزيت.
وفي حال حدوث حريق يجب الزحف وإخراج الأطفال؛ لأن الدخان يكون كثيفًا على ارتفاع متر، ومحاولة عزل الخيمة المحروقة عن محيطها، ورش ما تيسر من الماء والتراب على الأجزاء المحترقة من الخيمة، وإبلاغ الدفاع المدني فورًا، بحسب الدكتور (مهيب).
وعند وجود مصابين بالحروق أشار الدكتور إلى “ضرورة رشهم بالماء فورًا دون انتظار، وخلع الثياب واستمرار عملية الغسيل بالمياه كل خمس دقائق، وهو إجراء مهم جدًا قد ينقذ حياة المحروق.
كما يجب نقل المحروق فورًا إلى أحد المراكز التخصصية لعلاج الحروق ومنها مشفى (أطباء بلا حدود في أطمة).”
وفي نهاية حديثه حذر الدكتور مهيب من وصفات قد تكون مؤذية، كخلطات المراهم والأعشاب، إذ يجب العودة دومًا إلى الطبيب المختص خوفًا من حدوث أي مضاعفات.
ويبلغ عدد المخيمات في الشمال السوري 1277 مخيمًا بينها 366 مخيمًا عشوائيًا، تؤوي نحو مليون نازح، بالإضافة إلى مساحة واسعة من الأراضي الزراعية أصبحت تحت تهديد الحرائق والحل الوحيد هو الحذر والتوعية.