عبد الحميد حاج محمد |
شهدت الأيام الأخيرة عودة الحراك الشعبي والمظاهرات إلى ساحات المدن في المناطق المحررة تأكيدًا من السوريين استمرارَ ثورتهم والمطالبة بما يصفونه بحقوقهم المشروعة.
ويدعو ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بالخروج إلى الساحات ومطالبة تركيا بوعودها التي صرحت بها، والضغط على المجتمع الدولي لتنفيذ واجباته تجاه الشعب السوري.
(سعد الدين زيدان) ناشط إعلامي في الحراك الشعبي يقول لحبر: “لإيماني بقوة الكلمة والحراك السلمي وماله من تأثير على الحكومات الدكتاتورية وتجاوب وتفاعل المجتمع الدولي لمطالبه، كنت من المنسقين للمظاهرات في بداية انطلاقها بريف إدلب الجنوبي وحتى الآن مستمر في الدعوة إلى المظاهرات.”
ويدعو الآن الناشطين إلى مظاهرات تحت عنوان: (طوفان العودة)؛ للمطالبة بعودة المهجرين من منطقة (سوتشي) إلى أراضيهم بعد سيطرة نظام الأسد عليها، ووعود تركيا بإعادة المهجرين إلى أراضيهم وتحرير تلك المناطق من قوات الأسد.
يقول (زيدان): “حالياً نحن بصدد الحشد لمظاهرات عارمة ووقفات احتجاجية على كامل مساحة الجغرافيا المحررة بشكل يومي، والفئة المستهدفة هي أكثر من مليون ونصف مهجر بموجة النزوح الأخيرة؛ للمطالبة بحق العودة وطرد قوات الاحتلال من أراضيهم.”
في حين يرى المحامي (مثنى المحمد) رئيس المجلس المحلي في سراقب سابقًا: “إن المظاهرات هي الأساس الثوري، ولو عادت بزخمها الأول لشكلت ضغط وأوصلت رسالة إلى العالم أن الثورة مستمرة رغم القتل والتهجير، وأن هناك الملايين ممَّن هُجروا يطالبون بحقهم بالعودة دون الأسد.”
وتحدث البعض عن أن عودة المهجرين من مناطق (سوتشي) أصبحت مستحيلة ومربوطة بعودة كافة المهجرين من كافة المناطق السورية إلى أراضيهم، وإيجاد حل كامل للملف السوري.
يقول (المحمد): ” هذه التداولات لاتهمنا، ما يهمنا مطالب مشروعة بكل الأنظمة والشرائع العالمية، وأهمها حق العودة من درعا وحتى الحسكة، وحل الملف السوري بشكل كامل يكون برحيل نظام الأسد.”
ويضيف: ” بأن العودة مربوطة بإخراج نظام الأسد، فلا عودة بوجوده، وقد رفضت هذه الملايين المهجرة قسرًا هذا النظام الإرهابي. “
وقد أنشأ العديد من الناشطين المهجرين تنسيقيات تضم نشطاء مدنهم لإقامة المظاهرات في أماكن نزوحهم، وقد شهدت مدينتي (معرة النعمان، وسراقب) زخمًا تنسيقيًا كبيرًا، وأقام ناشطو المدينتين مظاهرات عديدة امتدت من إدلب وحتى ريف حلب.
ويتحدث (زيدان) حول الموضوع بأن “أي حل سياسي أو عسكري يخص مناطقنا نحن جزء أساسي منه، ولا نقبل بأي حال من الأحوال تجاهلنا من قبل الفاعلين بالملف السوري، وغايتنا الآن تكمن بالضغط على المجتمع الدولي عامة، والضامن التركي خاصة.”
وقد أثار اعتصام الكرامة الذي أقامه ودعا إليه ناشطون، جدلاً واسعًا، واتجه الكثير من وسائل الإعلام والأفراد إلى اتهام هيئة تحرير الشام بتسييس الاعتصام، وخصوصًا بعد فضه تزامنًا مع افتتاح معبر مع قوات الأسد.
يقول (زيدان): “الكثير تحدث عن الاعتصام، وأنا من خلال عملي على يقين مطلق أن كل وسائل الإعلام مؤدلجة وتخدم أجندات معينة بسياسة تحددها تلك الأجندات.”
واستدرك زيدان بقوله: “إلا أن الاعتصام أو المظاهرات على طريق M4 حق مشروع، وقد صرح بذلك المبعوث الأمريكي جيفري ووصف المعتصمين بالمدنيين، وأن اعتصامهم هو حق مشروع بعد اتهامات روسية بأن المعتصمين إرهابيين، إلا أن المؤسف رؤية الوسائل المحلية تعزز ادعاءات روسيا، وعملت على إفشال الاعتصام من خلال إعطائه صبغة عسكرية.”
تبقى المظاهرات الخيار الوحيد أمام الشعب الذي ذاق ويلات الحرب التي تلعبها دول كبار على حساب مصالحها متناسية ملايين من السوريين فقدوا أراضيهم وهجروا، وبحسب ما يصف (زيدان) فإن تحرير الوطن يحتاج إلى تنسيق وتكاتف، إلا أن مكونات الثورة تسعى لتفشيل بعضها لأسباب فكرية أو تضارب المشاريع الفصائلية ببعضها.