تستعر المواجهة على جبهات النار مع مختلف القوى التي تحارب حقنا في الحرية والكرامة، ويستمر سقوط القتلى والجرحى والشهداء في سبيل ما يؤمن به الموتى أياً كان انتماؤهم، لون الدماء يبقى الأكثر إغراء للفت الأنظار وبذل الجهود ودفع النفس والمال، بينما تغيب عن المشهد حروب من نوع آخر أكثر إيلاماً وأوقع مصاباً وأشد تأثيراُ على حاضر الأمة ومستقبلها.الاستشراق والتبشير والأدلجة والعولمة …، مفردات قديمة حديثة جاءت لتعبر عن هذه الحرب الذي يسقط ضحاياها دون أي مظهر من مظاهر الموت ، ليصبحوا كائنات تعيش في عوالم مختلفة عن تلك التي تنتمي إليها، تحارب تطلعات شعوبها وتنسلخ من هويتها، وهي تعتقد أنها تسير خطوة باتجاه الحضارة والمدنية الغربية حيث الحرية المحضة التي يلهثون وراءها في ملاهي باريس وشواطئ ميامي، بين أحضان العاهرات، وأقدام السياسيين التي احترفوا تقبيلها في سبيل غدٍ أفضل كما يقولون .الحرب الحقيقية هي معركة من أجل الجيل القادم، ساحاتها الرئيسية في التربية والتعليم والإعلام والثقافة، المنتصر بهذه الحرب هو من سيحسم النزال الأخير ، مهما تلقى من الضربات على حلبة النار، علينا أن نحسن إنشاء هذا الجيل إذا أردنا بناء أمتنا من جديد ـ ليكون جيلاً يعرف أسباب وجوده ويفخر بهويته وانتمائه، ويمتلك مرجعيته التي يعاير عليها حاضره ومستقبلهإنها معركة وجود بين أن تكون ، أو تكون ، لا خيار آخر أمامك . إن أردت أن تبقى ، وإلا فالموت أولى … المدير العام / أحمد وديع العبسي