Students take the baccalaureate exam in rebel-held Aleppo in August. Credit: Courtesy of the Council of Liberated Aleppo.
موسى الرحالتعدّ المرحلة الثانويّة من المراحل الدراسيّة التي تسهم في تأهيل الطالب للخوض في لحياة العملية وتسهم المدرسة الثانويّة في تكوين شخصية ذلك الطالب الذي ربما سيكمل دراسته أو سينخرط في العمل المهني من خلال بناء المفاهيم والتصورات واكتسابه طريقة تفكيرٍ معينة تتميز عن أقرانه وتكوّن له بيئةً تتيح له الإبداع والبناء والتعبير الحر في جوٍ تسوده الحقوق وتتطبّق فيه الواجبات. وعندما يتّجه الطالب للتسجيل في المرحلة الثانويّة سيميز بين المراحل الدنيا عندما كان والده يصحبه لإجراءات التسجيل أما في المرحلة الثانوية فالطالب وحده من يقوم بإجراءات التسجيل ويعرف حينها أنه أصبح مسؤولاً عن اتخاذ قراراته وعن بناء نفسه. وتشهد هذه المرحلة في المناطق المحرّرة تخبطاً يعايشه الطالب السوري إثر إغلاق معظم المدارس نتيجة استهدافها من قبل الطيران الحربي ويُطرح في ذهن الطالب هنا أسئلةٌ عدة عن أمنياته وطموحاته وأهدافه التي ذهبت بعد تدمير مدرسته أدراج الرياح.ويعاني طالب المرحلة الثانويّة من مشاكل عدّة أولها عدم توفر المدارس التي تؤهله لنيل الشهادة الثانوية وهنا لابد من التعلم الذاتي نتيجة غياب المختصين عن طريق الدراسة في المنزل حيث يدرس الطالب منهاجه المدرسي دون شرحٍ أو حتى دون فهم فيكون هدفه النجاح فقط لا التميّز والتفوّق وهو سيضع أمامه خيارات ضيقة منها:دخول الفرع الأدبي رغم أنه يملك القدرة على الإبداع في الجانب العلمي ولكن نتيجة غياب المدارس ولأن الدورات الخاصة باهظة الثمن فإنه سيختار الفرع الأدبي والدراسة الذاتيّة. أو حمل السلاح والدفاع عن وطنه بعد ما رآه من الانتهاكات التي يقوم بها المحتل الروسي وحليفه الإيراني ولأنه لم يستطع إكمال دراسته الثانوية.وقد تفرض الحالة المعيشية عليه الابتعاد عن دراسته والالتحاق بالعمل المهني كالعمل في المحال التجارية بغية تأمين لقمة العيش.أو ربّما بسبب المشاكل التي تواجه التعليم الجامعي وهنا يشعر بأن دراسته لا فائدة لها في ظل غياب الاختصاص الجامعي الذي يرغب ويحلم به.أما إن قرّر الطالب اجتياز مرحلة الشهادة الثانوية فإنه سيجتازها بمعدلٍ ضئيلٍ ربما لا يؤهله للدخول في الجامعة. وفي الدراسة الجامعية ثمة عوائق تعيق الطلاب منها: تنقّل مكان الجامعة من فترة إلى أخرى قد يكون العائق الرئيسي أمام الطالب السوري في ظلّ الظروف الحالية.وربما يكون بعد الجامعة عن مكان إقامة الطالب أحد العوائق نتيجة ارتفاع أجور النقل أو حتى لعدم توفّر النقل.وكذلك ارتفاع الأقساط السنويّة في الجامعة وعدم توفر المصدر الذي يوفر للطالب القيمة المالية والدعم المادي المتمثل بالقسط الجامعي وتوفير المستلزمات الجامعية والدراسية طوال العام.كما إن غياب الاختصاصات العلميّة وتوفّر بعضها دون توفر الأدوات اللازمة في الجامعات يفرض على الطالب اختيار الاختصاص النظري في حين أن المناطق المحرّرة بحاجة للاختصاصات العلمية لا سيما الطبية منها. إضافة إلى القصف الذي يطال كليات الجامعة ويدمرها تاركاً لطلابها حجارتها وكتبهم الممزقة والوقوف على أطلالها. بقي أن نقول إن الإصرار على تحقيق الحلم وبناء المستقبل لن تقف أمامه أية عوائق فالإرادة الإنسانية لا يمكن أن يعيق مسيرتها شيء مهما كانت قوته والمارد الموجود في كل منّا لابد أن يخرج فشوق المستقبل فيه وفينا يعاهدنا على الاستمرار قدماً على طريق النضال بالعلم والقلم والكلمة.