زياد حاج حمادة
سنقف قليلاً ونتعرف على حال وواقع التعليم في المناطق المحررة؛ كون العلم والتعليم هما السبب في رقي وتقدم الأمم، فإذا فسد العلم فسدت الأمه.
فهل المعنيون بمجال التعليم في المناطق المحررة ملمين بأهمية هذا الأمر، أم ملمين بأهمية الدوﻻر وقيمته الشرائية؟
وهل هؤلاء المعنيون هم الأشخاص المناسبون لإدارة العملية التعليمية، أم تمَّ اختيارهم على أساس صفتهم الحزبية، عفواً الثورية؟!
لدى مراقبتنا للموضوع والغوص بين مفرداته، وجدنا الكثير من التساؤلات ذات الإجابة المضحكة المبكية؛ فالتعليم في المناطق المحررة يختلف عن واقع التعليم عند النظام في كثير من النقاط، فقد استفاد هؤﻻء من أخطاء النظام خلال تجربته التعليمية عندما قام النظام بتوسيع التعليم الإلزامي، فلجأ إلى تعيين كوادر غير مختصة لملء الشواغر، أما أصدقاؤنا قاموا بوضع كوادر ليس لها علاقة بمجال التعليم.
إنَّ النظام يضع الشخص غير المناسب في المكان المناسب، أمَّا أصدقاؤنا فيضعون الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب، والأمر هنا ليس المهم في الاستقلالية، ولكن الأهم أن أكون قادرا على الاستقلالية بشكل سليم.
والتساؤل الآخر ذو الإجابة المضحكة المبكية هو: ماذا يعني مصطلح المعلم البديل أو الاحتياطي؟ هل تحول مجال التعليم لمباراة كرة القدم؟! نتيجة لذلك كان الوصول إلى واقع متردٍّ في المدارس، فأقبلنا على جيل جاهل لا يستطيع القراءة والكتابة في عصر ودَّع الأمية.
إلى متى سنبقى مستخدمين لغة التنظير والتسويف ونلقي أخطاءنا على الظروف؟! ثورتنا انتفضت لتغير السلبيات وليس من أجل زيادتها، فتعليمنا أصبح مجرد إغاثة؛ حيث إنَّ المنظمات هي من تتحكم بسير العملية التعليمة كونها الداعمة، وقراراتها يجب أن تنفذ.
والتساؤل هو: هل الدول الداعمة لهذه المنظمات يهمّها كثيراً أن يتعلم أطفالنا؟ الجواب على سؤالنا نستخلصه من عدم موافقة هذه الدول على الاعتراف بالشهادات التي تمنحها التربية الحرة.