تتردد كثيراً عند بعض النساء البدينات أو الرجال وعند بعض الأطفال كلمة الريجيم كثيراً لأنها تعني لهم الحرية من أغلال البدانة.
حيث تقع بعض السيدات في مشاكل صحية خطيرة عندما تتبع رجيم جارتها أو قريبتها بهدف تخفيف وزنها بفترة قصيرة نسبياً باستخدام الأدوية المنحفة المتوفرة في الصيدليات أو خلطات الأعشاب المنحفة أو اتباع بعض أنواع الرجيم المختلفة.
“أم بكري” امرأة بدينة أنجبت أربعة أولاد، قررت أن تصبح نحيلة وجميلة كجارتها المتزوجة حديثاً، خوفاً منها على زوجها أن ينظر إلى غيرها بسبب بدانتها.
توقفت أم بكري عن الأكل وأصبحت تتبع بعض أنواع الرجيم وبدأت بشراء أدوية التنحيف والتقيد بمواعيد شربها، ودأبت على شرب الخلطات المنحفة أيضاً بعد كل وجبة وأحياناً قبلها، حتى خسرت جزءًا كبيرًا من وزنها، لكنها اكتسبت شحوبًا بالوجه واسودادًا تحت العينين وإرهاقاً لم تعرفه سابقاً.
مؤخراً ظهرت أنواع كثيرة ومختلفة من الريجيم، كريجيم الصوم الدائم أو الريجيم الألماني والياباني واللبناني وغيرها من المسميات التي تعتمد على وجبات معينة ومحددة من الطعام في اليوم الواحد، وظهر معها أيضاً أنواع من الريجيم مثل ريجيم شرب اللبن فقط لعدة أيام أو أكل التفاح فقط ولعدة أيام أو الاقتصار على شرب العصائر أيضاً، أو شرب كميات كبيرة من الماء تدريجياً قبل الطعام.
لكن هناك بعض أنواع الريجيم الغريبة غير الصحية التي قد تسبب أمراضاً لم يتبعها، كأكل اليمون بكميات كبيرة لحرق الدهون التي تسبب ارتفاعًا في حموضة المعدة ثم تسبب تقرحات خطيرة، أو ريجيم ابتلاع الدودة الشريطية لكي تمتص الغذاء من الطعام بعد التصاقها بالأمعاء، أو بلع كرات القطن المغموسة بالعصائر الطبيعية، التي قد تسبب انسدادًا في الأمعاء أيضاً، أو الاعتماد على نوع واحد من الفواكه أو النشويات أو أكل اللحوم نيئة وكل هذه الأنواع من الرجيم مضرة بالصحة عموماً رغم إنقاصها لبعض الوزن لأنها لا تعطي للجسم جميع ما يحتاجه من فيتامينات وأملاح ومغذيات ضرورية لصحة الجسم.
يقول الدكتور “أحمد عبد الله” استشاري علاج السمنة وعضو الجمعية الأوربية للتغّذية الإكلينيكية والسمنة من خلال برنامج الطبيب على إحدى القنوات الفضائية:
“قد يوجد في كل أسرة شخص يعاني من البدانة، ومن الخطأ أن يكون للشخص البدين طعام خاص، بل يجب أن يكون هناك تعاون مع جميع أفراد الأسرة لعمل طعام صحي للجميع.”
لا يوجد طعام خاص بالبدينين لكن بشكل عام يجب أن يكون الطعام قليل الدهون والزيوت والسكر ويجب التنوع وعدم الإكثار من الطعام واستخدام الألياف قبل كل وجبة طعام.
الألياف مادة طبيعية غذائية لا يوجد فيها مواد كيماوية وفيها خاصية امتصاص الماء بكمية كبيرة جداً ثم تنفش في المعدة وتأخذ شكلها مما يساعد على الإحساس بالشبع وأيضاً تمتص الزيوت والدهون من المعدة ثم تخرجها.
لا يوجد شيء اسمه جسمي حرقه ضعيف، لكن قد يقل الحرق عن الإنسان مع كبر سنه، لكن الحل عند مشكلة الحرق الضعيف إن صح القول، أن تقوم في الصباح الباكر دون التأخير ونأكل وجبة الفطور لكي نحفز الحرق ثم تأكل بشكل طبيعي باعتدال كل ثلاث ساعات وهكذا يكون تحفيز للحرق طبيعي، مع استخدام الألياف أيضاً التي تساعد على الحرق.
هناك خطأ شائع عند معظم النساء وهوة أكل كميات كبيرة من الطعام بعد الولادة والتركيز على الأطعمة الدسمة بحجة الرضاعة وهذا أمر سلبي لأنه سيزيد من وزن المرأة المرضعة ويراكم الشحوم والدهون في جسمها، والتصرف الصحيح هو أن تعتمد على الخضار والفواكه مع الحليب وأكل اللحوم الحمراء والبيضاء والنشويات باعتدال والابتعاد عن الأكل المشبع بالدهون والإكثار من الحلويات”.
لكن لماذا ننسى ممارسة الرياضة؟ ولماذا نذهب لأخذ حبوب الألياف أو قشور النخالة قبل الطعام وقد أوصانا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بترك نخالة القمح في الخبز الذي نأكله ثلاث مرات يومياً، وقد تبين لنا أن للألياف أو النخالة لها فوائد كثيرة جداً لاحتوائها على الأملاح والمعادن والفيتامينات الضرورية لجسم الإنسان وينصح الأطباء مرضى السكري والقلب وضغط الدم بأخذها لأنها تساعد على إفراز الأنسولين وتساعد في عمل الريجيم.