أخصائية نفسية وتربوية – مصر
قد يواجِه الطفل بعض المشكلات النفسيّة خلال مرحلة الطفولة، وفي هذه السلسلة سنحاول إلقاء الضوء على هذه المشاكل والوقوف على أسبابها ومحاولة إيجاد حلولٍ لها، وأوّلُ هذه المشكلات هي (السلوك العدواني للطفل).
وتكون المعاناة من هذه المشكلة لدى الآباء أكثر من الأبناء لأنّهم هم من يتحمَّلون تبعاتِها على المستوى الاجتماعي وتكون لديهم رغبةٌ كبيرة في تخليص أبنائهم من هذه المشكلة.
ويمكننا تعريف العدوان بأنّه سلوكٌ مقصود يَستهدِف إلحاق الأذى والضرر بالآخرين، وأوضحتِ الدراسات النفسيّة أن السلوك العدواني موجودٌ لدى كلّ الأطفال، ولكن بنسبٍ متفاوتة تتضاءل كلّما تقدّم في العمر ونمتْ قدراته العقليّة.
ويتحدَّث بعض العلماء مثل (لورنز، وأدلر) أنَّ العدوان والعنف غريزةٌ لدى الإنسان وأنَّ لديه ميولاً قتاليّة يجب ترويضها للانصياع لقيم المجتمعات.
ويرى البعض أنَّ العدوان عادةٌ تمَّ اكتسابها بالتعلّم، وتتوقف درجة هذه العادة حسب قيم المجتمعات والبيئة المحيطة.
وبتتبُّع نمو الاستجابات العدوانيّة نرى أنَّ الغضب يظهر عند الطفل في سنٍ مبكِّرة حيث لا يتحمّل الطفل إعاقة رغباته ويميل إلى الضرب في حالة إحباطه ويكون غضبه في البداية غير موجَّه ويأتي بعد ذلك السلوك الانتقامي.
وتوجد فروق بين الإناث والذكور في نسبة العدوان نتيجة للفروق العضويّة والحيويّة بينهما واختلاف الطبيعة والمزاج، ويبدو أنَّ الذكور أكثر عرضةً لاستخدام العدوان.
أسباب ظهور السلوك العدواني لدى الطفل:
- شعور الطفل بالرفض الاجتماعي من قبل أسرته أو أصدقائه أو معلميه نتيجة سلوكيّاته السلبيّة التي لم يتم التعامل معها بشكلٍ سليم.
- تشجيع الأسرة سلوكَ الطفل العدواني باعتباره دفاعاً عن النفس.
- شعور الطفل بالنقص نتيجة وجود عيبٍ خلقي يعرِّضه للانتقاد من أقرانه ومن ثم يواجههم بالعدوان.
- تقليد ومحاكاة المثل الأعلى له سواء كان شخصاً من أسرته أو بطل مسلسلٍ ما أو شخصيّة كرتونياً متعلقٌ بها.
- عدم قدرة الطفل على التعبير عما بداخله من أحاسيس.
- الإحباط من عدم إنجاز المهام.
- كبتُ الطاقة الكامنة في جسم الطفل من قبل الأسرة أو المدرسة.
- تعرُّض الطفل للقهر والعدوان من قبل الآخرين.
ويتخذ العدوان عند الطفل أشكالاً متعددة منها:
- العدوان اللفظي: الصراخ والكلام البذيء والصياح.
- العدوان التعبيري: مثل ادلاع اللسان والبصاق.
- العدوان الجسدي: استخدام القوة الجسديّة.
- العدوان العشوائي: كتكسير الأشياء وحرقها.
- العدوان نحو الذات: يمزق الطفل ملابسه وكتبه ويشدّ شعره ويضرب رأسه.
- عدوان التخريب: رغبة الطفل في تدمير ممتلكات الغير من ألعاب ونحو ذلك.
- عدوان الخلاف والمنافسة: وهذا ينتهي بانتهاء الحديث بين الأطفال.
علاج السلوك العدواني
- مكافأة الطفل على السلوك الجيد وتحفيزه ورفع همته.
- تقليل وقت مشاهدة التلفاز.
- توفير وسائل حركية لإخراج طاقة الطفل كممارسة الرياضة.
- تدريب الطفل وتعويده على الاعتذار عند الخطأ.
- تعليم الطفل العدواني بدائل لردود فعله العدوانيّة بدلا ًمن التعبير بالقوة الجسديّة أو استخدام تعبيرٍ لفظي.