د. عبد الكريم بكار |
أحد رفاق حافظ الأسد (محمد رباح الطويل) وهو عضو قيادة قطرية، ووزير داخلية سابق، روى لأحد زملائه اللاذقانيين الذين حصلوا على الشهادة الثانوية معه من إحدى ثانويات اللاذقية (زميله من المقربين لجماعة الإخوان المسلمين، وهو من اللاذقية، واسمه أبو بدر، وعمل مدرسا في مدينة جدة السعودية)، روى له قصة هذا المقال.
فعندما التقيا في سجن المزة العسكري، حيث كان كلاهما معتقل في فترة السبعينات، تحدث الزميلان القديمان لبعضهما وقال الرفيق محمد رباح الطويل موصياً صديقه الإخواني:
سلم لي على والدتي، عندما تخرج، وطمنها عني، وقل لها صحتي جيدة والحمد لله، ولا تقلق علي. فأجابه صديقه: سبحان الله، أنا وأنت في السجن، وأنت البعثي الوزير، تظن أن يفرج عني قبلك؟! فأجاب محمد رباح الطويل: أنا لن يفرج عني أبداً، وسوف أموت في السجن، وسوف أشرح لك لماذا؟ كي تصدق، وكي تحفظ هذه الشهادة للتاريخ، أنا شاهد على جريمة العصر، وسوف أموت في السجن، وهؤلاء الرفاق معي، كلنا سنموت في السجن، لأننا شهداء على جريمة العصر.
قال المدرس : وماهي جريمة العصر؟! أجاب محمد رباح الطويل: “في عام 1966 حضر من الولايات المتحدة الأمريكية وفد من اليهود الصهاينة الأمريكان، ووصلوا إلى دمشق لأنهم يحملون جوازات سفر أمريكية، وجنسياتهم أمريكية أيضاً، وكلهم من كبار أثرياء العالم، جاؤوا يعرضون علينا في القيادة القطرية أن نُؤجرهم هضبة الجولان، أو نبيعها ونطلب الثمن الذي نريد، ورفض هذا الطلب بالإجماع من الشرفاء في القيادة، وسافر الوفـد إلى بيروت تمهيداً لعودته إلى واشنطن، وفي بيروت لحقهم، وزير الدفاع يومذاك حافظ الأسد، وتعهد لهم بتسليمهم الجولان، وتعاقدوا على أن يساعدوه بواسطة المخابرات المركزية الأمريكية على استلام الحكم في سورية، ثم تثبيت حكمه فيها، وتعهد لهم بتسليم الجولان، وحصل على سلفة مقدماً، وبقية الدفع عند الاستلام، وهكذا كانت حرب 1967 كما عرف العالم كله أنها استلام وتسليم. وكلكم تعرفون إذاعة بيان سقوط القنيطرة، وكلكم تعرفون مجرى الحـرب.. الحرب الخيانة، التي اعتقلنا نحن (الكلام للطويل) فعندما قررت القيادة تنحية حافظ الأسد عن وزارة الدفاع، ومصطفى طلاس عن رئاسة الأركان، وهذا أقل ما يجب فعلـه لنحفظ ماء وجـهنا، كانت النتيجة كما ترى، (الحركة التصحيحية) التي اعتقل فيها حافظ الأسد رفاقه أعضاء القيادة وزجهم في السـجن، ولن يخرجوا إلا أمواتًا. (انتهى كلام رباح الطويل).
أعزائي القراء…
وبعد انقضاء ثلاثين عاماً على حرب حزيران المسرحية حيث سلمت الجولان للصهاينة أي في عام ١٩٩٧ وبعد انتهاء تعاقد الكيان الصهيوني الأمريكي المشترك مع الخائن حافظ الأسد، طلب الخائن الاجتماع وحيداً مع كلينتون في جنيف، لعدة ساعات، حيث ناقش معه تمديد مدة العقد لثلاثين سنة أخرى بعد انتهاء فترة العقد الأولى لتشمل توريث ابنه الجزار بشار حكم سورية.
وقد لاحظنا (مادلين أولبرايت) وزيرة الخارجية الأمريكية (الصهيونية) يومذاك؛ تحضر جنازة المجرم حافظ الأسد، وتجتمع بالمجرم ابنه بضع ساعات على انفراد كذلك، ولا تغادر دمشق إلا بعد أن اطمأنت على تثبيت الجزار بشار خلفاً للجزار حافظ الأسد، كما ظهر في المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث (2005) حيث مصطلح الجولان لم يذكر في هذا المؤتمر البتـة.
بل إن وزير خارجية المجرم بشار (وليد المعلم) يصرح أنهم يريدون المفاوضات مع الصهاينة بدون شروط مسبقة، حتى الانسحاب من الجولان.
النظام الأسدي مرهون وجوده أمريكياً وإسرائيليا ببقاء احتلال الجولان حسب الاتفاق، لذلك كان على النظام أن يستمر في سياسة الصمود الكاذبة لما لانهاية ثمناً لبقائهم في الحكم، وتمَّ توريث شعار المقاومة والصمود لملالي طهران وحزب الشيطان بعد أن أزال المقاومة الفلسطينية من الحدود الفلسطينية اللبنانية.
الكلام نفسه موثق من حزبيين آخرين أحدهما وزير الإعلام السابق في فترة ١٩٦٧م.
وكذلك موثق من قِبل الكاتب (جريس الهامس) في كتابه /خيانة سقوط الجولان جريمة لا تغتفر/ ، وتجدونه في موقع الحوار المتمدن ومكتبة التمدن.
انشروا على أوسع نطاق حتى يعلم الجميع ما ابتُلي به السوريون من خيانة آل الأسد وعمالتهم.