عبد الملك قرة محمد |
إن حاجة الشباب لتأمين مستقبلهم في ظل الظروف التي فرضتها الحرب أثَّر سلبًا على انتشار ثقافة التطوع التي تعدُّ فئة الشباب حاضنتها الأبرز.
وتبرز أهمية العمل التطوعي في صقل مهارات الشباب وتوظيف خبراتهم في خدمة مجتمعهم دون انتظار أي مقابل يدفعهم إلى ذلك الوازع الاجتماعي والانتماء للوطن في ظل أزمة الهوية التي يعاني منها معظم شبابنا نتيجة الحرب والغربة.
ورغم الظروف الأمنية والاقتصادية أُطلقت في المناطق المحررة حملات عدة ونشاطات متنوعة رمت إلى ترسيخ مفهوم التطوع في نفوس الشباب واليافعين السوريين.
نزرع اليوم ليزهر المستقبل
هذه هي التسمية التي أطلقها مئة شاب على حملة تشجير تطوعية في ريف حلب الغربي تهدف لغايات اجتماعية أكثر من الفوائد البيئية التي يمكن أن نجنيها من الأشجار.
أَطلق الحملة في مرحلتها الأولى (تجمع شباب البناء والنهضة) وهو تجمع شبابي مستقل يضم عددًا من الشباب المثقف، ويعمل على استثمار طاقات الشباب وصهرها في ميدان العمل المجتمعي لتفعيل دور الشباب السوري في خدمة وطنه.
يقوم التجمع بنشاطات كثيرة منها حملات نظافة ودورات تعليمية مجانية وتُدفع التكاليف على شكل اشتراكات يقدمها المتطوعون “أعضاء التجمع” خدمة للهدف والفكرة التي يعملون لأجلها.
صحيفة حبر التقت رئيس مجلس إدارة التجمع الأستاذ (عبد القادر علي) الذي حدثنا عن الحملة بقوله: ” هذه الحملة هي إحدى الحملات التطوعية التي أطلقناها لحضِّ الشباب على البذل والعطاء، ولتنمية الحس بالمسؤولية الفردية تجاه المجتمع.”
يضيف الأستاذ (عبد القادر) عن سبب تسمية الحملة بهذا الاسم: “نحن نزرع مع الأطفال لأنهم المستقبل وسيزهر بهم وبعطائهم فهم القادرون على صناعته.”
كيف تعملون على ترسيخ ثقافة التطوع؟ وما هو انعكاس هذه الثقافة على المجتمع السوري؟
“نعمل على ذلك من خلال غرس القدوة الحسنة، فالطفل عندما يرى أباه أو معلمه أو أي فرد في المجتمع يتخذه قدوة حسنة، هنا بالتأكيد سيتشكل بُرعم الوازع لديه وسيزهر عطاءً في المستقبل، وستنعكس هذه الثقافة في التخفيف من الأنا وصهرها مع المجتمع العام في جو تتماشى فيه الحقوق الفردية مع الواجبات المجتمعية.”
كيف يمكن أن يتبوأ الشباب دورهم في أي مرحلة قادمة في سورية؟
“نلاحظ ازدياد النشاطات الشبابية في المناطق المحررة، وهذا يدل على إيمان المجتمع بدور الشباب في المرحلة القادمة من تاريخ سورية، ولتمكين الشباب لا بد من تكاتف جميع المنظمات والفعاليات المدنية وتأمين أجواء مناسبة وأشخاص قادرين على تحمل المسؤولية لإعداد الشباب علميًّا وفكريًّا”.
وختم التجمع حملته بوقفة تضامنية مع الدفاع المدني، أكَّد فيها دورَ الدفاع المدني في حماية المدنيين في المناطق المحررة.
يذكر أن التجمع يعمل على حشد أكبر عدد ممكن من شُبان المناطق المحررة واستثمار قدراتهم في مشاريع وحملات تغطي جميع المناطق وتزيد من وعي وثقافة المجتمع.