لمى السعود |
كثُر الجدل بين السوريين حول الاعتراف بشهادات (المناطق المُحررة لدى الدول وعدمه) ونتجت أسئلة عدة عن سبب تفضيل بعض الطلاب شهادة النظام، وعدم وجود بديل من وجهة نظرهم، وحقيقة الاعتراف بشهادات (المُحرر).
صحيفة حبر التقت وزيرة التعليم في الحكومة المؤقتة الدكتورة (هدى العبسي) للحديث على خلفية ما جرى حيال الطلاب الذين فضلوا شهادات النظام عن التي تصدرها الحكومة المؤقتة، وكذلك للحديث عن حقيقة الاعتراف، وفي ذلك أوضحت الدكتورة (هدى): “للأسف لايزال يوجد في الداخل المحرر بعض الأساتذة التابعين للنظام، وهؤلاء الأساتذة يزرعون فكرًا (تشبيحيًا) بين الطلاب، بأن شهادة الحكومة المؤقتة ضعيفة، وأنها لا تُقبل، وبأن شهادة النظام أقوى، وطبعًا المُخطئ الأكبر هو من سمح بوجود أمثال هؤلاء الأساتذة إلى يومنا هذا في إدلب من قوى عسكرية موجودة على الأرض، ولكن هذه السنة تم فصلهم نهائيًا”.
وحول حقيقة الاعتراف بالشهادة الصادرة عن الحكومة المؤقتة قالت (العبسي): “سأجيب بطريقة معاكسة، الدول العربية فقط هي التي لا تعترف بشهادة الحكومة المؤقتة، أما عدا ذلك لم تصلنا أي شكوى من أي طالب بأنه لم يستطع الإكمال، فمعظم البلدان تعترف بها والذي يهمنا نحن اعتراف دول الجوار، فتركيا تقبل الشهادة المؤقتة بعد تقديم الطالب لشهادة (اليوز) من ثم يقدم على المفاضلة ويتم قبوله في جميع الاختصاصات”.
و أعطت (د.هدى) أمثلة عدة: “لدينا عشر طلاب تم قبولهم بمنحة في جامعة (بواتيه) بفرنسا، أيضًا هناك طلاب تم قبولهم (بألمانيا، وكندا، والبوسنة) كما وصلتني رسالة على الإيميل من الحكومة الألمانية يريدون التأكد من صحة (جلاء) أحد الطلاب، و أخبروني أنهم يتأكدون ويعتمدون على موقع الامتحانات التابع للحكومة المؤقتة للتأكد من صحة الشهادات، فالحمد لله شهادتنا مقبولة ومُعترف بها”.
(الطالبة شيماء) المقيمة في تركيا قالت: “أتينا إلى تركيا في سنة 2014 ودرست في مدارس الحكومة المؤقتة (العاشر والحادي عشر والثاني عشر)، ثم خضعت لامتحان البكلوريا الحرة (açık öğretim)، ومن ثم لامتحان القبول الجامعي للطلاب الأجانب (yös)، وبهذه الطريقة استطعت الحصول على مقعدٍ جامعي في مدينة إيلازيغ (جامعة الفرات)، بفرع الهندسة الكهربائية”.
كما تكلم (الطالب محمد الفارس) عن تجربته بقوله: “أقيم حاليًا في فرنسا بمدينة limoges بوضعية لجوء، أول وصولنا فرنسا السنة الماضية لم يكن هناك تجربة سابقة بطلب معادلة شهادة البكالوريا من الائتلاف، وكنا خائفين لأنني وأخواتي وضعنا نفسه، بعد أربعة أشهر أرسلنا شهاداتنا الثانوية الصادرة عن الحكومة المؤقتة إلى مركز eric naric، الذي يُعد مركز معادلة شهادات معترف به في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، و بعد شهرين من الإرسال وصلنا بريد بأنه تم معادلة الشهادة وبإمكاننا الدراسة في التعليم العالي، ودخلنا فيها ببساطة كأنها شهادة بكالوريا فرنسية بدون قيود أو تحفظات أو واسطة أو أي شيء، وقبلت بمنحة لفة فرنسية، وقد وصلني قبول في كلية الطب البشري بعد أن تقدمت بشهادتي المُعادلة إلى المفاضلة.”
وعن الطلاب الذين يكملون تعليمهم الأكاديمي في الداخل المحرر قالت الطالبة (ولاء): “شهادتي الثانوية صادرة عن الحكومة المؤقتة، وأدرس الآن بكلية الطب البشري بجامعة حلب الحرة، لا يهمني أن يعترف أحد بشهادتي، عندما أتخرج سأجعل الناس تعترف بشهادتي بنجاحي وتفوقي، ومستقبلي بيد الله لذلك أشعر بالاطمئنان ولا أخاف والخيرة فيما اختاره الله.”
أما الطالبة التي تدرس في كلية الطب البشري بجامعة حلب في السنة الرابعة، فقالت: “يكفينا أننا وقفنا ثغرة في طريق نظام الأسد ولن يستطع ردنا عن هدفنا في إكمال تعليمنا، بغض النظر عن الاعتراف بشهادتنا من قِبل الدول وعدمه”.
بالرغم من الضغوطات النفسية والحرب التي تُمارس من قبل النظام، يصرُّ طلاب الشمال السوري المحرر على إكمال تعليمهم بغض النظر عن الاعتراف وعدمه، وذلك خدمةً للناس في الشمال السوري المحرر.