لقد فرض الشغف الشعبي بالرياضة داخل المناطق المحررة اهتماماً تنظيمياً جيداً على مستوى الأندية والألعاب، إذ تم تأسيس عدد كبير من الأندية تتنافس في الألعاب الرياضية وعلى رأسها كرة القدم.
ودفع هذا الواقع الرياضي الذي تحدى كل الظروف الأمنية إلى عدة محاولات جادة لتشكيل مؤسسات تعنى بالجانب الرياضي وتعمل على اكتشاف الخبرات وتنمية المهارات بهدف النهوض بالمستوى الرياضي الفني مستقبلاً.
الشهباء أول أكاديمية في الشمال السوري تهدف إلى الاهتمام بالمهارات عند الأطفال في الألعاب الرياضية بشكل عام ومهارات كرة القدم بشكل خاص.
عشقه للبرازيل دفعه للالتحاق بالأكاديمية، تميز في الأنشطة والمباريات كتميزه في المدرسة، حمل الرقم 10 وأعلن بداية الخطوات الأولى في درب الصقل المهاري والتنمية البدنية، (إنه محمد شعبان) الطفل الحلبي الموهوب فطرياً بكرة القدم، يرى في الأكاديمية فسحةً مناسبة للاستمرار والتقدم نحو تحقيق هدفه.
الأكاديمية الموجودة في ملعب الشهباء “بلدة كفر عمة” تهدف إلى استقطاب أكبر عدد من الأطفال تحت سن البلوغ من عمر خمس سنوات وحتى عمر خمس عشرة سنة، وانتقاء المواهب والعمل على صقلها، والاهتمام بالخامات البدنية وتطويرها فنياً وتوظيفها في الرياضة، إضافة إلى العمل على تقوية الشخصية للطفل وتحسين السلوك التربوي.
“أحب ميسي وأشجع برشلونة والأرجنتين وأتمنى أن تحصل على كأس العالم، أشعر بالفرح عندما أمارس الرياضة في الأكاديمية، فأنا أرغب أن أصبح لاعباً مشهوراً ومؤثراً في أي فريق ألعب معه” هذا ما قاله الطفل عثمان عبد الباسط المشهور بسرعته بين زملائه.
أنشطة الأكاديمية عبارة عن ثلاث حصص تدريبية صباحية أسبوعياً مع ألعاب صغيرة ترفيهية في كل حصة، تمارين لتطوير التوافق العضلي العصبي، تمارين تطوير المهارات الفردية، مع رحلات ترفيهية بمعدل رحلة في كل شهر وإقامة مهرجان فني ومباريات كرة قدم.
الكابتن علاء الدين الأطرش “مؤسس الأكاديمية ومدرب معتمد في الاتحاد السوري منذ عام 2002 وحاصل على عدة شهادات خبرة في مجال التدريب” يقول: ” في الظروف الحالية وما نعانيه في بلدنا لم يعد هناك فسحة للأطفال واليافعين لممارسة طفولتهم أو اللعب، عمل الأكاديمية يساعد على إيجاد فرصة أو إعطاء الوقت للأطفال لممارسة حقهم في اللعب بشكل منظم يهدف إلى تنمية المهارات الرياضية ورفد المستقبل بكوادر ولاعبين على مستوى فني متميز، ويساعد الطفل على الابتعاد عن العنف والانطوائية.”
ويضيف الكابتن علاء: “تساعد الأكاديمية على تنمية روح التفاعل بين الأصدقاء والتحلي بالروح والأخلاق الرياضية وتساعد على تقوية روح الفريق والعمل الجماعي ومعرفة مفاهيم الفوز والخسارة”
وعن الصعوبات التي تواجه الأكاديمية يقول الكابتن علاء: ” نحاول تطوير العمل وزيادة عدد الأطفال لكننا نعاني من عدم وجود الدعم مما يمنعنا من توفير مواصلات لاستقطاب أطفال أكثر، لكننا نطمح في العمل على مستوى أفضل واستهداف كافة المراحل العمرية من الأطفال إلى الرجال مروراً بفئة الشباب واليافعين”
تعد الأكاديمية مشروعاً رياضياً يهدف إلى اكتشاف المواهب الرياضية وتنميتها وصقلها في قوالب منظّمة تمهيداً لاستثمارها مستقبلاً في الأندية الرياضية التي تحتاج مزيداً من الخبرات لتحسين واقع الرياضة في المناطق المحررة.