بشار الفارس |
يومًا بعد يوم تزداد معاناة النازحين في كافة الأراضي السورية، لا سيما في المخيمات على الحدود السورية التركية بريف إدلب الشمالي والغربي، حيث يعاني النازحون هناك من سوء الوضع المعيشي والخدمي، وسط غياب الخدمات عنهم، وعجز المنظمات عن تغطية الاحتياجات.
إن افتقار المخيمات لقنوات الصرف الصحي، من أكبر المشاكل التي تهدد المخيمات لِما لها من مخاطر على صحة النازحين وصحة أبنائهم وانتشار الأمراض الجلدية بشكل كبير، وهو ما يهدد أيضًا من ازدياد انتشار وباء كورونا المستجد كوفيد ١٩، في ظل العجز عن السيطرة عليه نتيجة افتقار القطاع الصحي إلى الكثير من المستلزمات الطبية بسبب الحرب.
مخيم (الصفصافة) هو أحد المخيمات المتضررة من الصرف الصحي منذ خمس سنوات! وقد وجه سكان المخيم شكوى عبر (صحيفة حبر) تخص مشكلة الصرف الصحي المكشوف، حيث يوجد ما يقارب 4000 نسمة يعيشون ظروفًا صحية سيئة، نتيجة وجود الصرف الصحي المكشوف بين الخيام التي تنتشر فيها الروائح الكريهة وخاصة في فصل الصيف.
يقول (وائل محمد) مدير مخيم الصفصافة: “يقع مخيم الصفصافة بريف سلقين الغربي، ويبلغ عدد سكان المخيم 490 عائلة، جميع هذه العوائل شبه متضررة من الصرف الصحي الموجود داخل المخيم، وهذه المشكلة ليست وليدة اليوم، إنما منذ إنشاء المخيم عام 2014 .”
ويتابع (المحمد): “تكمن خطورة الصرف الصحي المكشوف بالأمراض التي تنتقل مثل (اللشمانيا)، وجميع الأمراض التي تسببها هذه المجاري وحفر المياه، ووجود الديدان والقوارض فيها دائمًا.”
ويتابع: “ناشدنا جميع المنظمات من أجل إنشاء خط للصرف الصحي داخل المخيم مغطى وغير مكشوف لحل المشكلة، لكن دون جدوى.
ونحن سكان المخيم لا نستطيع إصلاح الصرف الصحي بسبب التكلفة الكبيرة وطول الخط، والسكان داخل المخيم لا يستطيعون تأمين قوت يومهم.”
ويوضح (المحمد) أن “الأسباب التي منعت المنظمات من إصلاح الصرف الصحي وإنشاء خط غير مكشوف، عدم وجود مكان لتصريف المياه، سوى فكرة حفر مكان لتصريف المياه فيه، أو مد خط مياه بطول 400 متر، حيث يوجد خط صرف رئيس من مدينة سلقين يصل إلى نهر العاصي يبعد عن المخيم ما يقارب 400 ، وتم الاقتراح على المنظمات مدّ خط لهناك، لكن دون جدوى بسبب بُعد المكان، مع العلم هناك الكثير من خطوط الصرف الصحي يتم مدها داخل القرى بمسافات طويلة جدًا.”
مخاوف لدى الأهالي
يهدد الصرف الصحي المكشوف السكان من انتشار الحشرات والأمراض الجلدية بشكل كبير، إضافة إلى المخاوف من فيروس كورونا، وقد دفع ذلك السكان لمناشدة المنظمات المحلية والدولية، والبحث عن حلول بديلة قد تكون بدائية وغير مجدية.
يقول (شادي العبد الله) لصحيفة حبر: “نعاني بشكل كبير من سوء الصرف الصحي المكشوف منذ تأسيس المخيم، وهذه المشكلة تسبب وجود أمراض جلدية لدينا منها اللشمانيا وغيرها من الأمراض.
ونتخوف الآن من انتقال فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، بعد ظهور عدة حالات في الشمال السوري؛ ونحن في المخيم لا يوجد لدينا أي وقائيات ومقومات طبية لمواجهة الفيروس، أو أي مرض آخر قد يسببه لنا الصرف الصحي.”
وناشد (العبد الله) جميع منظمات المجتمع المدني بإصلاح الصرف الصحي في المخيم.
مخيم (الصفصافة) ليس الوحيد الذي يعاني من هذه المشكلة، فهناك الكثير من المخيمات على الحدود السورية التركية التي تؤوي آلاف النازحين يعانون من سوء الوضع المعيشي وسوء الخدمات، مع عجز أغلب المنظمات عن تغطية كامل الاحتياجات نتيجة لارتفاع عدد النازحين.