عبد الملك قرة محمد
صعوبات كبيرة واجهت العملية التربوية في المناطق المحررة على رأسها القصف المكثف لعدد كبير من المدارس إضافة إلى استشهاد عدد كبير من العاملين في القطاع التعليمي، ناهيك عن المشكلات الداخلية ومنها غياب الدعم عن عدد كبير من المدارس، وغياب الاعتراف بالشهادات الممنوحة من قبل الحكومة المؤقتة، وسط إطلاق إشاعات عن توقيع اتفاقيات بين الحكومة وحكومات أخرى بغية نيل الاعتراف، ولكن هذه الاتفاقيات لم تترجم على أرض الواقع،وحتى الآن لم يتم اتخاذ خطوات جدية بهذا المجال، ورغم وجود عقبات كثيرة في طريق المسيرة العلمية الحرة إلا أنَّ هذه العقبات لم تستطع إيقاف تطور العملية التعليمية التي تبنتها الحكومة المؤقتة منذ أربع سنوات، والتي تركزت على التعليم الأساسي والثانوي، فبعد ثلاث سنوات من إقامة الحكومة للامتحانات الثانوية استطاعت افتتاح جامعة حلب لتخوض تجربة التعليم العالي إضافة إلى ضم عدد كبير من المدارس إلى ملاك التربية الحرة بعد اتخاذها قرارات تعتبر الأجرأ بضم هذه المدارس واعتبارها تابعةً مباشرة لها وللمجمعات التربوية في الوزارة.
كل هذه الإنجازات استطاعت جذب طموح الطالب السوري ليرى في هذه الشهادة مستقبل سوريا الذي يرسمه أبناؤها بإصرارهم على التعلم وقهر الظروف المحيطة بهم.
12 ألف طالب تقدموا لامتحان الثانوية العامة في كافة فروعها (العلمي والأدبي والشرعي والصناعي والتجاري)
في حين تقدم 21ألف طالب لامتحان شهادة التعليم الأساسي الذي جرى بتاريخ 13\7\2016 عقب تأجيله بسبب الأوضاع التي شهدتها المناطق المحررة على خلفية استهداف نظام الأسد للتجمعات البشرية لاسيما المستشفيات والمدارس ومراكز الدفاع المدني.
وكانت هذه الأرقام كفيلةً لتكون ثمار الجهود العظيمة التي بُذلت لاستمرار التعليم بكافة مراحله وإعداد أجيال التغيير والثورة.
وإيمانا بضرورة العملية الامتحانية وكونها خطوة مهمة على طريق بناء هيكلية تعليمية منظمة تنال الاعتراف والوثوقية، وتدعم بدورها مجالات التعليم العالي، قمنا بأخذ آراء عدد من طلاب الشهادة الثانوية في عدد من مراكز ريف حلب.
فالطالب وائل قال بأنَّ الأسئلة متوسطة الصعوبة، مؤكداً خضوع الامتحان للمعايير العلمية العالية على مستوى المراقبة، إضافة إلى اهتمام الوزارة بهذا الموضوع من خلال القيام بعدة جولات على عدد من المراكز، مؤكدين للطلبة بأنَّ أبواب الجامعة ستفتح أمامهم وأمام رغباتهم.
أمَّا نور الدين الذي عبر بقوله: إنَّ الامتحان استطاع نقله من حالة التشاؤم التي فرضتها عليه الظروف إلى حالة من التفاؤل والأمل بواقع أجمل من خلال تحصيل الدرجات العالية التي تمكنه من دخول الفرع الذي يرغب به.
فادي في مركز آخر أكد أنَّ الامتحان لاقى استحسان معظم الطلبة مع وجود محاولات غش متكررة من قبل بعض الطلبة تصل أحياناً إلى حدِّ المشاجرة بين المراقب والطالب، ثم تنتهي باتخاذ الإجراء اللازم من قبل إدارة المركز.
رغبات الطلبة في العام الماضي تمحورت حول افتتاح جامعة تجمع الطلاب السوريين، راغبين أن تكون جامعتهم هي جامعة حلب التي حرمهم النظام منها، وفي هذا العام افتتحت الجامعات في المناطق المحررة لتضم الطلاب الذين تقدموا لامتحان الشهادة الثانوية في المناطق المحررة، أمَّا هذا العام فقد تقدم الطلاب بأعداد مضاعفة عن العام الماضي راغبين من الحكومة والجهات المسؤولة زيادة الاهتمام وافتتاح كليات جديدة تلبي جميع الرغبات.
وأمَّا عن جامعة حلب الواقعة في مناطق سيطرة النظام، فإنَّ الطلاب السوريين يعقدون الأمل أن تعود قوافلهم إليها بُعيد التحرير ويبقى الأمل.