هدى قضاض |
التعلم هو عملية تتطلبُ جهذًا بدنيًّا وذهنيًّا فائقًا من المتعلم أي الطالب في حالة الدراسة الجامعية، وإن هذا الأخير لابد له في كثير من الأحيان أن يتحلى بمجموعة من الصفات التي تضمن له إدارة جدية لتعمله تحقيقًا لأفضل فعالية ونتائج من خلاله.
من خلال هذا الموضوع سنحاول أن نقدم أهم الصفات التي لابد لك كطالب أن تراجع تواجدها في شخصك وتعلم على تطويرها أو خلقها حتى تساعدك بصفة أساسية فيما أنت مقبلٌ عليه.
1- ناضج
إن النضج التعليمي من أهم النقاط التي تُميز المتعلم، ويقصد بها الوعي التام بالهدف من التعلم ككل، والذي لابُد أن يحمل أهدافًا فرعية شخصية (كالصورة التي تود الحصول إليه، العلوم التي تود التعرف عليها…) وعمليةً (الحصول على وظيفة ما، منصب معين…). بحيث يصبح المتعلم في هذه الحالة مقبلًا على ما هو بصدد تعلمه بوعي تام بأهميته وما يريد أن يخرج منه من معارف ومعلومات. وبالتالي، سيتمكن من إيجاد المتعة الخاصة وعدم الضجر من الأمر.
2- ذو نظرة
على المتعلم أن يكون ذو نظرة مستقبلية، تمكنه من معرفة أين هو الآن وما الذي يطمح إليه، سواء المنصب الذي يصبو إليه أو الثقافة والعلم التي يريد الحصول عليها وتجميعها. هذه النظرة المستقبلة كفيلة بأن تسطر مسار حياتك بشكلٍ أنت المتحكم الأساسي فيه، دون أي تدخل من الآخر أو عشوائية في اتخاذ القرارات، وبالتالي ستضمن لك بطريقة غير مباشرة الحصول على صفة أخرى هي “الاستقلالية” والتي إن هي ارتبطت بالنقطة السابقة – أي النضج – فستؤهلك إلى سوق العملة بطريقة سلسة ومميزة.
3- صبور
إن التعلم لايتم بين ليلة وضحاها، فبعد التعليم الابتدائي ثم الإعدادي والثانوي فالجامعي، هي مراحل طويلة وعمرٌ ينقضي. لهذا، لابد لك أن تصبر على الأمر ولاترى فيه الشيء صعب المنال أو طويل الأمد. فالجميع مرّ بهذه المرحلة، وعلى المُتعلم أن يصبر ويجد لنفسه مكانًا في العملية التعلمية حتى يستثمر وقته وعمره بشكلٍ جيد يخدمه مستقبلًا.
4- شجاع
يقول بيتر دراكر : “أينما وجدت تجارة ناجحة، فهناك حتمًا من اتخذ يومًا قرارًا شجاعًا”.
الشجاعة هنا أساسية من أجل تحويل كل ما تم تعلمه إلى حقيقة وواقع يعيشه المتعلم. إن عدم الخوف من الفشل والمضي قدم لتحقيق كل ما تريده هو الفارق بينك وبين زملائك في الجامعة، فجميعكم تلقى نفس التعلم من نفس الأستاذ وداخل نفس القاعة، لكن، لكل منكم نتيجة خاصة ومستقبل هو من يحدده حسب ما يريد أو ما يجرأ على فعله.
لهذا، كن شجاعًا وانتقل من النظري إلى التطبيقي وانزل بعلمك للواقع واعتمده في كل مناحي حياتك، أو اجعل منه جزءً من أحلامك نسعى لتحقيقها مستقبلًا.
5- مُتحمس
إن الحماس يزيد من شعلة العلم، ويحافظ عليها مشتعلة لمدة طويلة. لهذا، لابد أن تخلق حماسك بنفسك، وتحول المادة التي أنت بصدد تعلمها من جزء خامٍ إلى شكلٍ حيوي تستطيع ملامسته واستشعار أهميته. بهذه الطريقة ستتمكن من المحافظة على حماسك واهتمامك بما تتعلمه، والتالي لن تمل أو تفقد حبل الوصل بينك وبين المنظومة التعليمية بمختلف محاورها وستولد داخلك صفة جديدة هي “الفضول التعلمي“.
6- قادر على التأقلم
يجب على الطالب أن يملك القدرة على التأقلم مع الظروف بحيث يستطيع أن يجد لنفسه دائمًا الحل البديل في مختلف المواقف التي قد تواجهه، كأن ينقطع التيار الكهربائي وهو يذاكر ليلة الامتحان، أو السيطرة على قلق الاختبارات… وغيرها من الأمور التي قد تحصل والتي لابد أن يكون على استعداد تام لها ويحسن التصرف فيها.
أيضًا، يقصد بالتأقلم هنا، من ناحية أخرى، التأقلم مع المستقبل وما قد يخفيه، حيث أن كون هذا الأخير مجهولًا فلابد أن يتوقع الطالب جميع السينوريوهات المحتملة كعدم إيجاد وظيفة بعد التخرج أو أن يحصل على نقطة ضعيفة في امتحان كان يعتقد أن درجته كاملة فيه… وبالتالي، لابد أن تكون جاهزًا لكل شيء وأي شيء.
7- مُنظم
إن تنظيم الوقت والعمل من بين أهم الصفات التي يظفر بها المُتعلم المميز، حيث أنها تساعده على الرفع من إنتاجيته مع بذل أقل جهد.
هناك الكثير من التقنيات التي تستخدم لتنظيم الوقت (طريقة 100 قطعة في اليوم، طريقة ABCDE…) وأخرى تستخدم من أجل تنظيم المذاكرة (To do list وغيرها…) والتي يحسن المتعلم هنا اختيار الأنسب له منها واستخدامها بكيفية جيدة لخدمة عمليته التعلمية.
هذه الصفات السبع هي أبرز ما يجب على المتعلم أن يطور في شخصيته من أجل أن يصبح مميزًا قادرًا على تحصيل الكثير بكيفية جيدة وطريقة ذات فاعلية أكبر.
8- التوازن:
أنت تكون طالباً متميزاً لا يعني أنك دحيح تقضي ليلك ونهارك في الدراسة ومتابعة المحاضرات ولا تفوت على نفسك كلمة أو جملة يقولها الأستاذ، وبالتأكيد لا تكون مميزاً إذا كنت تقضي وقتك فيالنوم والتسكع مع أصدقائك، وليست العبقرية والقدرة على الحفظ من النظرة الأولى تميزاً..
بل القدرة على خلق التوازن بين كل هذا وإعطاء كل وقت ما يناسبه ولا يكون هذا إلا من خلال مراعاة كل ما سبق من الجدية والنضج والوعي الكافي لتنظيم الوقت والجهد اللازم لكل عمل.
المصدر | أراجيك