تضج وسائل التواصل الاجتماعي القاصية منها والدانية بالحديث عن العدوان الروسي على سوريا، حتى لكأنك تحسب أنّ هذا العدوان سيسلب السوريين أمنهم ورغد عيشهم الذي يرتعون فيه منذ خمس سنوات، فالطائرات الروسية لا تكف عن القصف، وهي تودي بحياة المئات من شعبنا، وعلينا أن نحسن حشد المعركة ضدهم، عسكريا وإعلامياً كما يقول معلقون .لعمري لم نفعل شيئاً إلا أننا وقعنا في فخ التطبيل والتزمير من جديد، وخدمنا من حيث لا ندري الدعاية التي يروج لها النظام، بأن حليفه الروسي سيأتي بقوة ضاربة تهتز لها القلوب والأبدان، ليحقق النصر بسرعة كبيرة، وأن الروسي القادم يحتاج لإعداد مختلف وعزيمة مختلفة، وأشياء كثيرة مختلفة لا نعرفها ولا نملكها، لذا فالنتيجة المنطقية لحجم الاختلافات هذا، أننا سنخسر المعركة إذا لم نجد من يساندنا بها، ويوقف هذا العدوان .ولكن لنعد حساباتنا قليلاً قبل أن نبث الوهن في نفوس المجاهدين وسكان المناطق المحررة، ما الجديد عند هذا الروسي، سوى أنه يجعلنا نضيع بوصلة عدونا الحقيقي كغيره من حلفاء النظام واصدقائنا الذين ندعيهم إلا من رحم الله ، وهم قليل ..يحتاج الروسي شهراً على الأقل ليقتل ما قتلته قوات التحالف التي تساندنا من المدنيين، يحتاج أكثر من سنتين من القتل المتواصل ليستطيع الوصول على رقم يجعله سفاحاً كنظام الأسد، يحتاج وقتاً ليس باليسير ليستطيع قتل العدد الذي قتلناه نحن من بعضنا ومن الأبرياء في أمكنة متفرقة، بسبب فرقتنا وتخاذلنا وانتماءاتنا التي لا تنتهي .. يحتاج معجزة ليأتي بنوع من العدوان لم يألفه السوري ويعرفه جيداً .تعرضنا لكل شيء، لكل أصناف الموت والضياع والخذلان والتعذيب، لذلك فهذا الروسي أوهن وأضعف من أن يقدم جديداً يجعلنا نخسر المعركة، ولكننا نحن دوماً من نقدم الجديد الذي يجعلنا نتقدم خطوة باتجاه الخسارة في كل مرة، فلنتوقف عن صراخنا الذي لا جدوى منه، فعدونا واحد نعرفه منذ أول تكبيرة في هذه الثورة، وسبب فشلنا واحد أيضاً، ليس تكالب الأعداء علينا، وليس عدم مساندة أحدٍ لنا، وإنما تفرقنا وتقاتلنا فيما بيننا، حتى صرنا غثاء كغثاء السيل، لا قيمة لنا ولا قوة، يحركنا العالم ومصالحه كيفما يشاء بعيداً عن مصالحنا وأهداف ثورتنا، ليست كلمة جديدة ولكن ربما هي الحقيقة إذا أرتم الانتصار في كل الميادين وليس في العسكرة فقط ساندوا أنفسكم #وتوحدوا … المدير العام / أحمد وديع العبسي