تقرير بيبرس أرمنازيعَرفت معظم الحضارات القديمة نبتة العرق سوس، وقد وُجدت جذورها في قبر الملك توت عنخ آمون، وقد استخدمه المصريون القدماء في علاج كثير من حالات أمراض الجهاز الهضمي، ووصفته كثير من المراجع القديمة لما له من تأثير شافٍ، وقد عرفه الرومان والعرب واستخدموه كعلاج ومحلٍّ لبعض الأدوية ذات الطعم المر، وقد عرفه اليابانيون منذ أربعة آلاف سنة واستخدموه كمقوٍ لمناعة الجسم.وتحتوي جذور العرق سوس على الغلسرزين في هيئة أملاح الكالسيوم لحمض الجلسرزيك، وهذا الحامض له تأثير ملطف للالتهاب، وله تأثير فعَّال في علاج قرح المعدة والاثني عشر، ويحمي جدار المعدة ويمنع حدوث قرح المعدة، ويوصف منقوعه في علاج التهاب الكبد أيضاً، ويفيد في كثير من حالات الروماتزم، ويحتوي على 125 مركباً مضادًا للفطريات.ولهذا أحبَّه السوريون، وكان له قصة حب في مدينة حلب بالذات، لطعمه اللذيذ وفوائده الكثيرة. يقول أبو أحمد بائع العرق سوس: “يوجد إقبال كبير على شراب السوس في الصيف، ويكثر الإقبال عليه في شهر رمضان، ولا تخلو مائدة إفطار في حلب منه، لكن في السنة الماضية كان الإقبال أكثر والمربح أكبر، أمَّا اليوم فيوجد غلاء في سعر قالب الثلج، وهذا ينقص من مرابحنا”