بقلم د. عبد الكريم بكار
عقلياتنا ومنهجياتنا في التفكير هي مجموعة من المسلمات والرؤى والمفاهيم المترابطة، وهي تكبر وتتحسن من خلال القراءة والتعلم والحوار والشرح للآخرين ومن خلال المراجعة والنقد الذاتي . ولكل واحد منا عقليته الخاصة وهو مسؤول عن إنضاجها، وإن طرح الأسئلة واحد من أساليب الإنضاج .
الأسئلة نوعان:
مغلقة وهي التي يكون جوابها محدوداً جداً، أو منحصراً في كلمة نعم أو لا، أو موجود أو غير موجود، ومفتوحة هي التي تسمح بعدد كبير من الأجوبة .. كما لو طرحنا سؤالاً عن أسباب ضعف التعليم في الجامعة الفلانية أو غيرها.
الأسئلة المفتوحة هي التي تساعد على نضج العقليات لأنها تسمح لنسبية الصواب بالظهور وتتيح مجالا للنقاش.
أن نقدم جواباً عن سؤال هذا سهل، لكن الصعب فعلاً هو طرح الأسئلة الذكية التي تحرك الأذهان وتفتح حقولاَ جديدة للنقد والمراجعة وأيضا الإبداع.
حاول دائماً أن تتفاعل مع الأفكار الصعبة لأنها هي التي سترتقي بعقليتك ولا تفرح بالأفكار السهلة لأنها مضيعة للوقت.
إن القاعدة العملية في معالجة الأمور الجسام يمكن تجسيدها في القول: (إذا عملنا ما هو ممكن اليوم صار ما هو مستحيل اليوم ممكناً غداً) وهذا مبني على أن كثيراً من المستحيل ليس مستحيلاً في ذاته، وإنما هو مستحيل إضافي لفقد مقدماته وأسبابه عند بعض الناس؛ فإذا باشرنا الممكن من مقدماته تحوّل المستحيل نفسه إلى ممكن. إذن علينا أن نؤسس عقلية (شيء خير من لا شيء) بدل عقلية (كل شيء، أو لا شيء) .