العملة والاقتصاد 1

بقلم : نور الساطع منذ بدء البشرية كانت المعاملات اليومية للبشر تتم بالمقايضة التي هي: إعطاء شيء مقابل شيء آخر ” تبادل “ومع تطور حياة البشر أصبح هناك حاجة ملحة لوجود عملة لشراءالأشياء, فأول من صك النقود هو ” كروزوس ” آخر ملوك ليدياالمتوفي عام 546 ق.م  وكانوا يتعاملون قبلها بالمقايضةوتطورت المعاملات المالية, وأصبح فيها غش وربًا وخداع، إلى أن جاء محمد عليه الصلاة والسلام ونشر التعاليم الربانية للطريقة الصحيحة في التعاملات المالية حتى لا يظلم أحد, وبدأ ينشر التوعية المالية وتحريم المعاملات الفاسدة مثل الربا, وأصبح يضع القوانين لهذا الموضوع” فعن أبي الخدري رضي الله عنه قال : جاء بلال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر برني فقال له النبي : من أين لك هذا؟قال بلال: كان عندنا تمر رديء فبعت منه صاعين بصاع ليطعم النبي فقال النبي عند ذلك: أوه, أوه عين الربا وعين الربا لا نفعل ولكن إذا أردت أن تشتري فبع التمر ببيع آخر ثم اشتريه “” وعن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم:الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والزبيب بالزبيب، والملح بالملح، ومثلاً بمثل، يدًا بيدٍ، فمن زاد أو استزاد فقد أربى”نفهم من الحديثين الشريفين1) أن الأغذية طويلة الأمد كانت تستخدم كنقود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم2) أن التمر والشعير ووو… أصبحوا نقوداً لأن قيمتهم فيهم3) لا يجوز مبادلة هذه النقود إلا بنفس المقدار من شبيهاتها4) يجب أن تكون النقود قيمتها فيها في أي مكان وزمانربما البعض لم يفهم ذلك بشكل صحيح لكن ببساطةكانت العملة قديماً بكل العالم، إما عملات معدنية من الذهب والفضة، وإما عملات غذائية من الملح والشعير والتمر ووو…إذ من قواعد العملات قديماً أنك لو تملك عملة ذهب أو فضة أو غذائية ستستطيع الشراء بها من أي مكان في العالم لأن قيمة هذه العملة بداخلها.وأصبح للإسلام عملة رسميةالدينار: وهو عملة معدنية “ذهبية “الدرهم: وهو عملة معدنية “فضة “وعملات غذائية للمعاملات الشرائية البسيطة (تمر، ملح، شعير، قمح….)إذ في أي مكان في العالم تستطيع أن تشتري الذهب أو الفضة أو الشراء مقابل الملح والشعير والتمر ….ومرت السنون والعالم يستخدم الذهب والفضة كنقود عالمية، حتى جاء الاستعمار الأوربي ليحتل العالم وكانت أهدافه متنوعة تتلخص في:1- هدف عقائدي ” تشتيت الدولة الإسلامية وخلق حدود بينهما”2- هدف اقتصادي لزرع فكرة الأنظمة العلمانية ” فصل الدين عن الدولة ” وترك الذهب والفضة كعملة واستخدام الورق كعملة ((العملة الورقية)) الخالية من أي قيمة.فبريطانيا كانت من أعظم الدول الاستعمارية حينها كان ” الجنيه الاسترليني ” هو العملة الورقية العالمية والتي أصبحت بديلة قانون الله النقدي ” الذهب والفضة ” وبعد أن أصبحت أمريكاالدولة العظمى أصبح “الدولار الأمريكي” هو العملة العالمية وأصبح لكل دولة عملة ورقية تعتمد على الدولار في تداولاتها.فبعد ما تقدم أصبح علينا أن نتعرف إلى الطريقة التي تعمل بها النقود الورقية، وهيبدلاً من أن يحمل الناس معهم الذهب والفضة عندما أصبحت الحكومات تخزن الذهب في البنوك المركزية أصبحوا يحملون ورقًا نقديًا كقيمة بديلةٍ مطبوعًا من قبل الحكومات بقيمة الذهب المخزون عندها، وبمعنى آخر على كل دولة أن تطبع ورقًا مساويًا لقيمة الذهب المخزون عندها هكذا بدأت العملات الورقية بالظهور، وقد ظهرت في بريطانيا ..جزيرة تميم الداري… حيث قامت بريطانيا بإنشاء ما يسمى ب “بنك بريطانيا” في القرن 17 وفي نهايته أنتج هذا البنك أول عملة ورقية في العالمطالما أن هذه العملة يمكن استبدالها بما يقابلها من نقود ذهبية وهذا يعتبر تبادلا حلاليا للعملة، لأن بمقدار أي شخص تحويل الأوراق المالية المطبوعة إلى ذهب بأي وقت.