عبد الحميد حاج محمد |
بعد انعدام فرص العمل وندرة وجودها في الشمال المحرر، وكثرة البطالة المنتشرة مع الكثافة السكانية الموجودة وقلة المناطق الآمنة في الشمال، انتشر مؤخرًا ما يعرف بالعمل عن بُعد بين أهالي الشمال المحرر سعيًا منهم لكسب لقمة العيش، هذا ما دعا شركة (وايت روم) لإقامة ورشات وتدريبات تخص العمل عن بُعد.
صحيفة حبر التقت المدرب الأستاذ (محمد طرشة) ليحدثنا عن التدريبات بقوله:
” العمل عن بعد مرتبط بفئة الشباب، وأهميته أنه غير مرتبط بحدود معينه وتستطيع العمل في أي مؤسسة مهما كانت منطقتها الجغرافية، ويُعد من أشكال العمل الحديثة ومنتشر بكثرة في العالم ويؤمن الكثير من فرص العمل حول العالم.”
يقول طرشة: “إن المتدرب يستطيع بعد إنهاء التدريبات اكتساب مهارات تمكنه من تقديم خدمات وصنع منتجات تؤهله في الحصول على فرص عمل والتواصل مع الأشخاص الموجودين في العالم الذين يطلبون هذه الخدمات.
ولعل أكثر المجالات انتشارًا في العمل عن بُعد هو مجال (الميديا) في صناعة الفيديو والتصميم البرمجة والعمل في الصحافة سواء المرئية أو المكتوبة وغيرها الكثير من المجالات، وتُعد نسبة الحصول على فرصة عمل في الشمال المحرر كبيرة بسبب قدرة الشخص من التواصل مع جميع أنحاء العالم.”
(إسراء حمدون) طالبة جامعية حضرت التدريبات تقول لحبر: “هدفي من الحضور تطوير الذات والربط بين المهارات وسوق العمل وتبادل الخبرات واكتساب المهارة في وطرق العمل عن بُعد وتحسين مهارات التواصل الاجتماعي.”
لاقت التدريبات إقبالاً جيدًا وخصوصًا من فئة الشباب والنساء أيضًا؛ لأن العمل عن بعد أفضل للمرأة ولحياتها اليومية وتستطيع من خلاله أداء واجبها تجاه منزلها وتجاه واجباتها، وفي ذلك توضح حمدون: “أهمية العمل عن بُعد عند المرأة توفر عليها عدم تكبد مشاق السفر والمواصلات؛ حيث سيكون منزلها هو مكان العمل ويمكنها القيام بعدة أعمال إلى جانب العمل عن بُعد، وتستطيع رعاية أبنائها وخدمة زوجها والقيام بالأعمال المنزلية وزيارة الأصدقاء والمشاركة في المناسبات دون القلق من رفض المدير لطلب إجازة.” وكذلك الأمر بالنسبة إلى الشباب، إذ يمكنهم العمل بأشياء أخرى إلى جانب العمل عن بُعد.
ومع وجود الإنترنت لا توجد أي أهمية لموقع العامل عن بُعد على خريطة العالم، فطالما لديه الوسيلة اللازمة لتلقي الطلب وتسليم العمل وخصوصًا في ظل الأوضاع التي يشهدها المحرر، يقول طرشة: “إن من يسكن في الشمال المحرر يمكنهم الدخول الى سوق العمل بسهولة بسبب منافسة الأسعار كون تكاليف الحياة في الشمال المحرر أقل من تكاليفها في غير دول، وهذا يساعد دخول السوريين إلى سوق العمل عن بُعد، ولا يتطلب العمل شروطًا من العامل سوى قدرته على الاتصال بالإنترنت واكتساب المهارات في المجال الذي يريد العمل فيه.”
وبحسب قول طرشة فإن العمل يؤمن مردودًا ليس جيدًا بل ممتازاً بالنسبة إلى من هم في الشمال المحرر، وفي هذا الصدد تُعلق حمدون بقولها: “أثناء حضوري تولد لدي رغبة في العمل عن بُعد وتطوير مهاراتي واختيار الطريقة الأمثل التي تحقق ربحًا ونجاحًا وتسهم في خلق وظيفة دائمة في المستقبل.”
ويحاول السوريون بشتى الطرق توظيف مهاراتهم وخبراتهم في كسب لقمة العيش وتطوير ذاتهم وبلدهم، ويحاولون إثبات أنهم ليسوا بحاجة أحد، وأنهم قادرون على العمل مهما فُرضت عليهم من قوانين ورغم الظروف الصعبة التي يعيشونها.