انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية في الأونة الأخيرة بالغوطة الشرقية، مما أثر سلباً على حياة المدنيين، فضلاً عن استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية بحالتي ارتفاع وانخفاض سعر الدولار مقابل الليرة، والمعضلة الأكبر تكمن في أن الشتاء بدء بطرق أبواب المدنيين في ظل ارتفاع أسعار الحطب وعدم توفرها بكفاية.
لكن الفرق يكمن في أن سعر الدولار ارتفع في الشمال السوري والمنطقة الوسطى مما أثر بشكل إيجابي على المعيشة بحسب آرائهم، وسنعرض خلال المقال آراء الإعلاميين في الغوطة الشرقية وبالمقابل في الشمال السوري والمنطقة الوسطى، لنلاحظ الفرق بذلك.
“معاذ الخربوطلي” وهو عضو في مركز الغوطة الإعلامي يقول لحبر: “بخصوص موضوع انخفاض الدولار في الغوطة الشرقية فإنه بشكل أكيد يؤثر سلباً على حياة المدنيين، لكن أولاً يجب أن نفصل الفكرة حيث أنه هنا في الغوطة أسعار المواد الغذائية مرتفعة عشرات الأضعاف عن العاصمة دمشق، وأغلب الغذائيات غير متوفرة وإن توفر شيء فسيكون سعره مدهش جداً، كمثال السكر في العاصمة دمشق يُباع بقرابة الـ 200 ليرة سورية، أما في الغوطة فهو يباع بـ 17 ألف ليرة سورية!، فيما أن سعر البيضة الواحد في الغوطة يعادل سعر دولار أمريكي، أي أن البيضة بدولار!
ويتابع الخربوطلي، وبالعودة لانخفاض سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية فأنا ذكرت أنه يؤثر سلباً على حياة المدنيين، لكون أغلب العائلات معتمدة معيشياً على أقربائهم خارج سوريا، ويوجد قسم كبير من الناس يعيشون على هذا الأساس، وبالطبع فإن سعر الحوالات مرتفع جداً تقريباً يتم أخذ نسبة 17% من أي بلد كان، كما أن النظام هو الذي يتحكم بالحوالة، فضلاً عن أن دخول الحوالات هي الشيء الوحيد المسموح له بالدخول إلى الغوطة، ويتم استلام الحوالة عن طريق تاجر واحد يدخل ويخرج من المدينة لإدخال الحوالات إليها، ورغم ذلك إن وصلت 100 دولار للشخص هنا حينها يكون فرق سعر الصرف بين الغوطة والعاصمة دمشق كالمسافة بين الأرض والسماء، بسبب اختلافه ما يقارب الـ 60 ليرة سورية.
وكي لا ننسى أن الشتاء بدء يطرق أبواب الأهالي في الغوطة، والمعضلة هنا أن سعر كيلو الحطب ما يقارب الـ 400 ليرة سورية، بالإضافة إلى أنه غير متوفر بكميات كبيرة، أي بالمختصر المفيد الوضع مأساوي من كافة الجوانب، لكن المعضلة الأكبر هي الحالات الانسانية التي يجب اخراجها من الغوطة، حيث يوجد أكثر من 300 حالة يجب إخلائها خارج المدينة بشكل فوري مثل مرضى السرطان ومرضى غسيل الكلى والقصور الكلوي، تلك هي من أكثر الأمور التي يعاني منها الأهالي في الغوطة الشرقية، بحسب ما صرّح به الخربوطلي لصحيفة حبر.
من جانبه، قال الإعلامي في الغوطة الشرقية “أبو سارية براء” لحبر: “في الغوطة الشرقية الدولار الآن بـ 405 بينما كان 480 او 470 قبل حوالي أشهر، باختصار شعب الغوطة الأغلب منهم ليس لديه وارد مالي هذا أولاً، أما ثانياً ففي جميع العالم المتعارف عليه عند ارتفاع الدولار ترتفع الأسعار، الا في الغوطة الشرقية اذا ارتفع ترتفع المواد والأسعار، واذا انخفض أيضا ترتفع الأسعار والمواد، حيث بلغ سعر ربطة الخبز بالأونة الأخيرة 2000 لير سورية، أي ما يعادل 5 دولار، وإن تم الحساب فإننا نصرف شهرياً 150 دولاراً على الخبز فقط، والمشكلة هنا أن متوسط دخل العاملين في الغوطة 70 دولاراً أمريكياً.”
ويختتم براء حديثه، الملخص في كلامي أن سعر صرف الدولار إن ارتفع أو انخفض سترتفع أسعار المواد الغذائية بكلتا الحالتين، أما بخصوص رأيي الشخصي إن ارتفع الدولار في الغوطة فهو أفضل بسبب ثبات الأسعار، فلذلك يجني المواطن عند صرفه للعملة مالاً أكثر.
وبالانتقال إلى ريف إدلب أشار الإعلامي “هارون الاسود” لصحيفة حبر أنه في محافظتي إدلب وحلب وريفي حماة يختلف الأمر بشكل تام عن الغوطة الشرقية بالنسبة لتداول الدولار، وعلى الرغم من أن أغلبية الكوادر سواء أكانوا مدنيين عاملين لدى المنظمات المحلية أو عسكرين منتسبين إلى الفصائل المقاتلة يتلقون مستحقاتهم بالعملات الصعبة، فإنه لا يمكن القول أن الأسواق تفتقر إلى العملة المحلية، ولم تشكل قرارات منع تداول العملة الجديدة فئة 200 ليرة سورية أي تأثير على وجود العملية المحلية، لكون المنطقة تمتلك معابر تجارية متنوعة تربطها مع تركيا ومناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة الأكراد عدا عن طرق التهريب، وغالبية التبادلات التجارية تتم بالدولار ما يسهم بزيادة وجود العملات الصعبة لدى مناطق سيطرة النظام، ويتحكم التجار المحليون شمال سوريا بسعر صرف الدولار.
ويكمل الأسود، يزيد انعدام وجود الرقابة من عدم استقرار سعر صرف العملات الصعبة، كما يجعل التجار يتعاملون بالعملة المحلية لدى ارتفاعها ويتحولون إلى التعامل بالدولار عند ارتفاع سعر صرفه، فيما يعمل بعض التجار بحسب أهوائهم استناداً إلى ما يمتلكون من بضائع مخزنة في مستودعاتهم، بكونهم يشترونها بالدولار، وعلى الرغم من انخفاض سعر الصرف إلا أن الأسواق التجارية لم تشهد انخفاضاً في أسعارها إلا بشكل طفيف مقارنه بالانخفاض الحاد الذي شهده الدولار.
بدوره، يقول الناشط الإعلامي في ريف حمص “صالح الضحيك” لحبر إن الأسواق السورية تحسناً ملحوظاً بقيمة الليرة السورية أمام باقي العملات، ومن المعلوم لجميع أن المناطق المحررة من قوات النظام السوري يتعامل المدنيين في عمليات البيع والشراء بالدولار ولا يتم التعامل بالليرة السورية إلا بشراء المواد الغذائية والألبسة فقط.
ويشير الضحيك أن انخفاض سعر الدولار سيؤثر على المناطق المحاصرة سلباً على المدنيين خصوصاً في الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي، لأن أغلب العاملين في المنطقتين يتقضون رواتبهم بالدولار ويطرون لشراء حاجياتهم بالليرة السورية وبسبب الحصار المفروض على الغوطة من قبل قوات النظام أدى لارتفاع الأسعار عشرات الأضعاف عن سعرها الطبيعي ولن يؤثر انخفاض سعر صرف الدولار على أسعار المواد الغذائية لأن المنطقة محاصرة ولا يسمح بإدخال المواد الغذائية إليها، أما في الشمال السوري لن يؤثر انخفاض سعر صرف الدولار مثل باقي المناطق فمناطق الشمال ليست محاصرة كالغوطة وريف حمص وأغلب المواد الغذائية متوفرة .
وبحسب رأي الضحيك فإن انخفاض سعر صرف الدولار أما الليرة السورية هو ضخ في الأسواق السورية فئة 2000 ليرة الغير معترف عليها دولياً فهي ليست متداولة إلا في الأسواق السورية بالإضافة لدعم روسيا وايران لنظام السوري مادياً مقابل صفقات وتسليم ايران وروسيا أبار نفطية ومواقع عسكرية في سوريا.