رامي المحمد |
مع ازدياد أعداد النازحين والمهجرين، وتفاقم عدد المخيمات في الشمال المحرر الذي أصبح بقعة جغرافية ضيقة مكتظة بالمخيمات، بلغ عدد هؤلاء الناس القاطنين بهذه الخيام ما يقارب مليون و41 ألف شخص، يتوزعون على 1,277 مخيمًا، بينهم 366 مخيمًا عشوائيًا يسكن فيها نحو 184 ألف شخص، بحسب ما وثقه (فريق استجابة سورية) المتخصص بعمليات الإحصاء والمتابعة التي تخص النازحين وما يتعلق بهم.
هذا ما دفع العديد من الشباب والشابات ممَّن لديهم روح المسؤولية والإنسانية إلى إنشاء فرق تطوعية لمساندة الأهالي الموجودين في هذه المخيمات العشوائية التي غابت عنها رعاية المنظمات، من هذه الفرق (فريق الإخاء التطوعي) الذي يتكون من مجموعة شبان مؤهلين ومتعلمين هدفهم الأساسي تغطية أكبر عدد ممكن من العوائل المحتاجة التي لا يصلها أي دعم
(أ. سلطان السلطان) المدير العام للفريق يقول لصحيفة حبر: “فريق الإخاء التطوعي فريق شبابي بكادر مختص وبكفاءات عالية، حيث يضم في صفوفه (الدكاترة، والحقوقيين، والمهندسين، ومختلف الاختصاصات والدراسات).
تأسس الفريق منتصف نيسان هذا العام، ويبلغ عدد أعضائه ٤٥ عضوًا، يعمل كل عضو بمجال تخصصه بكل صدق وإخلاص، ومعظم الأعمال التي يقومون بها هي عن طريق الاشتراك مع منظمات وجمعيات ليتم تأمين الدعم اللازم، لكن في معظم الأحيان يكون الدعم محدودًا”.
وعن أعمال الفريق يضيف (السلطان): “في الفترة الأخيرة أمَّنا تسعة أطنان ونصف الطن من مادة الرز بمعدل (٩٥٠ كيس) كل كيس ١٠ كغ، وذلك بعد قيام أعضاء الفريق برصد المخيمات النائية التي افتقرت لدعم المنظمات المعنية، فتم جمع الاستبانات اللازمة، بموجبها وزعنا مادة الرز لمستحقيها”.
منوهاً إلى أن “عدد المخيمات التي استفادت من هذا المشروع بلغت ١٠ مخيمات، متوزعةً على المناطق التالية: (مخيم الأنوار، مخيمات الدانا وما حولها، مخيم الاستجابة الطارئة، مخيمات قورقنيا، باريشا، أطمة)”
يؤكد السيد (احمد الأحمد) المدير التنفيذي للفريق بأن “سبب وجود هذا الفريق الناشئ المتطوع مساعدة الناس الذين كبرت معاناتهم في ظل الحرب وغلاء الأسعار وانتشار الأوبئة والأمراض، فكان تركيز فريق (الإخاء التطوعي) الأكبر على المخيمات المهمشة التي لم يصلها دعم.”
وعند سؤالنا عن نظرة الناس والنازحين للفرق التطوعية عامة وفريق الإخاء خاصة، قال (الأحمد): “فريق الإخاء التطوعي لاقى المحبة والاستقبال والشكر على صنيعه من الناس عامة، خاصة الذين شعروا أنه لمس معاناتهم، وهم اليوم ينتظرون أعمالًا جديدة لتلبية احتياجاتهم الضرورية.”
هذا وشارك الفريق أيضًا بأعمال إنسانية وتوعوية وترفيهية أخرى، كتوزيع سلل غذائية بمعدل ٤٠ سلة تم توزيعها خلال شهر رمضان الفائت، وعمل قسم التوعية بالفريق بعد الكوارث والحرائق التي حصلت بالمخيمات على حملة توعية للأهالي لتجنب وتلافي حدوث هذا الأمر، حاملين معهم (منشورات) تعريفية وتثقيفية للوقاية من حدوث هذه الظاهرة، بحسب ما قاله السيد (عبد القادر الحلاق) مدير المكتب الإعلامي.
ويضيف الحلاق: “لقد قمنا أيضًا بنشاط ترفيهي للأطفال ثالث أيام عيد الفطر، مُصرّينَ على إدخال البسمة والفرحة إلى قلوب الأطفال الذين سلبت الحرب منهم سعادتهم وسرورهم، كما قام الفريق أيضًا بتوزيع الهدايا على الأطفال وخلق جو من اللعب والمرح”.
يتابع (الحلاق): “لا بد لنا جميعًا أن نتحمل عبء ما يمر به الشعب السوري، وعلينا أن نعمل جاهدين للرقي ولبناء سورية المستقبلية التي يحلم بها كل سوري حر يعيش على هذه الأرض، فكل شخص فينا يجب عليه أن يقدم ما بوسعه تقديمه، ونحن في (فريق الإخاء التطوعي) نسعى للمزيد والمزيد من الأعمال والمشاريع التي من شأنها أن تغير شيئًا من الواقع، والتي تعمل على تعزيز روح المشاركة المجتمعية وبناء حجر الأساس للنهوض والتقدم، لذلك نسعى لأن يكون فريقنا المتواضع في السنوات المقبلة رمزًا وعنوانًا للعطاء والمساعدة وبناء المجتمع على أساس العمل والتعاضد والتكاتف بين أبنائه.”